هل ُيدين ميارة الحكومة أم يدين نفسه؟

“حشومة ماطيشة كدير 2 دراهم عند الفلاحة ونجدها بـ12 درهما في السوق، إلا كانوا هاد المضاربين مكيحسوش أنهم مغاربة فأنا أقول لهم هاذوا ماشي مغاربة هذاو خصهم يمشيو للحبس”
“نقول للحكومة مبغيناش ضبط الأسعار في التلفزيون، نريدها على أرض الواقع ويحسوا بها المغاربة .. حضيو ريوسكم لن نستمر في الصمت، راه سكوتنا معناه أننا ضد المغاربة الذين صوتوا عليكم بأغلبية ساحقة ومنحوكم الثقة، لكن بعد تصاعد موجة الغلاء فالصبر كيضبر.. متنساوش اللي طلعكم .. راه العيب هو أن المسؤول السياسي ينسى أن القاعدة اللي مشات صوتات هي اللي طلعتو”
“إلا حشمنا وسكتنا وكنا مزيانين داخل الاتحاد العام ووقعنا على اتفاق 30 أبريل، فالحكومة خاص تحشم على عرضها شوية..توقيعنا على اتفاق الحوار الاجتماعي ليس شيكا على بياض للحكومة باش دير فينا ما بغات”
الكلام أعلاه ليس كلام المعارضة، بل هو مقتطفات من كلمة للنعم ميارة الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الموقعة على اتفاق 30 أبريل 2022، وهو أيضا عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المكون لثالوث التحالف الحكومي، وهو أيضا رئيس مجلس المستشارين !!!!
فماذا ترك بعد كل هذا للمعارضة أن تقوله؟
لكن السؤال الحقيقي والمهم في هذه النازلة، لمن يوجه ميارة كلامه بالتحديد؟ وكيف يسمح “بجرة لسان” أن يمحو ما اقترفته يداه من توقيع على أسوأ الاتفاقات الاجتماعية في تاريخ المغرب، وأن ينسى موقعه وموقع حزبه في كل الكوارث التي لا تنتهي لهذه الحكومة المصرة على إذلال الشعب المغربي إلى الرمق الأخير؟!!!!
هل يتعلق الأمر باستباق الكارثة التي تلوح في الأفق جراء التدبير العبثي للحكومة، ومحاولة القفز من السفينة قبل الغرق الشامل؟ أم هو الرقص على الحبلين ومسايرة حماسة الشغيلة والضحك على ذقون الكادحين؟ !!!
كيفما كان الحال، فإن كلام ميارة هو من قبيل “شهد شاهد من أهلها” وأن بينات الواقع التي تفقأ العيون لا يمكن تغطيتها بغربال التضليل والتزييف إلى ما لانهاية.
والأمر الثاني الذي لا يمكن إخفاؤه إلى ما لانهاية، هو حالة “كلها يلغي بلغاه” داخل التحالف الحكومي، وأن خطابات الانسجام والتناغم الحكومي، تشبه أخبار وجود لحم بــ 75 درهما، وأن أثمنة الخضروات وعلى رأسها الطماطم والبصل ستنخفض تدريجيا، وغيرها من أخبار الحكومة التي هي والسراب سيان.
وأخيرا هل سنشهد “طقسا” جديدا وحفلة صاخبة لإسكات “ميارة” على شاكلة ما وقع للذي “سخن عليه رأسه” وكان يُدعى هشام المهاجري قبل “قطع لسانه بمقص القانون الناعم”؟؟؟ !!!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.