الناقد السينمائي الطالب: الدراما الرمضانية ضعيفة ومتكررة وبمضامين سطحية ولا تمت بصلة إلى قضايا المجتمع
أكد الناقد الفني والسينمائي، مصطفى الطالب، أن المسلسلات الرمضانية التي عرضت في قنواتنا الوطنية، لم تأت بجديد لأنها مكررة، وبمضامين سطحية ولا تمت بصلة إلى قضايا المجتمع.
وقال الطالب في تصريح خص به pjd.ma، “مؤسف أنه لم يتغير شيء هذه السنة، ومؤسف أن السلسات الفكاهية نزلت لمستوى ضعيف، والمسلسلات الدرامية أيضا ضعيفة، لحد الآن لا شيء يقنع”.
ولفت الطالب، إلى أنه على مستوى المضامين يظل المشكل كبيرا، حيث هناك نقص في المضامين ونقص في العمق والتعامل مع بعض القضايا، قبل أن يؤكد أن هناك اختيارات “لا تمت بصلة الى المجتمع المغربي والى قيمه”، مشيرا الى الدراسة الميدانية التي أنجزها البرلمان المغربي حول مجموعة من المجالات من بينها الاعلام، وجدوا أن المجتمع المغربي غير راض على الاعلام وما يقدمه من منتجات لأنها لا تمت بصلة الى قيم المجتمع الأصيلة، مضيفا “أعتقد أن هذه الدراسة هي انتقاد للجهات المسؤولة عن الاعلام”.
وأبرز الناقد الفني والسينمائي، أن مسلسلات شهر رمضان الكريم لا تم بصلة الى قضايا المجتمع، باعتبار أنه اليوم المجتمع المغربي يعيش عدة مشاكل من بينها الغلاء والجفاف ومجموعة من التحولات، متسائلا: أين هي في الأعمال الدرامية والفكاهية المغربية لا نجدها؟
واستطرد ” مؤسف جدا ألا تكون عندنا دراما تلامس الهموم اليومية للمواطن المغربي، فالمشاهد عنده مشاكل وهموم يومية لا تجعله يشاهد ذلك، وحتى نسب المشاهدة ضعيفة من 6 الى 7 في المائة، اليوم يتم تداول أغنية في اليوتوب وتحقق 20 مليون وبالتالي لما نقول 6 و 7 في المائة هذه النسبة تعتبر لا شيء..”.
وتابع “صحيح أن المسلسلات فيها ما فيها على مستوى المضامين، وحتى على مستوى الحوار والأداء، ولا ننكر أن هناك طفرة وتراكم في الأعمال الدرامية، على مستوى الأداء والديكورات وإبراز المعالم الأثرية والجانب السياحي للمغرب، وهذا راجع إلى المنافسة من قبل المسلسلات التركية التي أجبرت بالفعل الدراما العربية أن تغير من نمط التصوير والإخراج، لا بد أن نقول إن هناك جانبا متميزا، لكن هناك أمور أخرى سلبية..”.
ويرى المتحدث ذاته، أن التطرق لموضوع “الشيخة” ضمن الدراما المغربية، ليس بالطابو ويمكن التعامل معه، ولكن بأي نظرة؟ ومن أي زاوية للمعالجة؟ هل لتكريس واقع معين؟ أم أنه لتغيير هذا الواقع؟ أو أنه لطرح نظرة جديدة نقدية للواقع تعالج هذه الظواهر الاجتماعية وإلا فالمجتمع المغربي له قيمه وله نظرته لمجموعة من الأمور.
هذا ونبه الطالب القائمين على الشأن الإعلامي، بأن يأخذوا بعين الاعتبار الانتقادات التي تُوجه في هذا الأمر، مشددا على ضرورة الارتقاء بمستوى الكتابة في التعامل مع القضايا التي تهم المجتمع المغربي، قبل أن يضيف “هم لا يفكرون إلا في الربح والضحك على ذقون المشاهد المغربي الذي يعاني من مشاكل كبيرة..”.
وتابع المتحدث ذاته، أن هذا المشاهد يحب أن يرى نفسه في التلفزيون المغربي ويرى قيمه فيها، مشددا على ضرورة مراعاة شهر رمضان، واحترام خصوصية هذا الشهر، لأنه شهر التعبد، و”لأن أغلب المغاربة لا يقبلون على التلفزيون في رمضان، وحتى إذا حاولوا المشاهدة فهم يختارون، وبالتالي فالتخمة في العرض غير صحية يقول الطالب.
وطالب الناقد السينمائي، القائمين على الشأن الإعلامي، بضرورة الاشتغال على الأعمال التاريخية، والأدبية، والدينية المستوحاة من الواقع، مردفا “كفانا من هذه الدراما الاجتماعية التي تكرر نفسها في الحوار وفي المضامين وفي الممثلين، كفى منها أرونا مسلسلات تاريخية، دينية من الواقع ومسلسلات من المتن المغربي، فنحن نريد أن تكون أعمال مغربية جيدة قوية قادرة على المنافسة.. فكل سنة نطالب بذلك ولكن لا حياة لمن تنادي..”.
وشدد على أنه اليوم “هناك منافسة خارجية قوية، فجل الشباب اتجهوا نحو المسلسلات الأمريكية نقولها بكل صدق إذا لم يطور الإعلام المغربي قنواته فهناك منافسة كبيرة..”.