من ثقافة الرشد: البحث عن الخير دائما بقلم الأستاذ عبد الله بها رحمه الله
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان باستعدادات متعارضة كما في قوله تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ) فالانسان فيه استعداد للفجور واستعداد للتقوى فإذا شغل الإنسان نفسه بالخير تعلما وعملا وتعاملا فإنه يزداد خيرا وتقوى، وإذا شغلها بالشر تفكيرا وممارسة فإنه يزداد فجورا وشرا.
ولا تخلو نفس إنسان من الخير في جانب والشر في جانب، فإذا كان الخير هو الغالب فإن الشخص ينعت يه بأنه خير وإن كان الشر هو الغالب يوصف الشخص بأنه شرير، ولكن لو بحثت عن الشر في الخير لوجدته ولو بحثت عن الخير في الشرير لوجدته.
فالعاقل من الناس هو الذي يبحث وينقب عن الخير بقوله وعمله في حق الآخرين، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت ». لأن الخير يستدعي الخير ويستصدره ولو كان من الشرير، والشر يستدعي الشر ويستصدره ولو كان من الخير…
وخلاصة القول أن من يبحث عن الخير يجده؛ ومن يبحث عن الشر يجده والحمد لله رب العالمين.
المصدر : التجديد العدد 1046
الخميس 03 ذي القعدة 1425ه
موافق 16 دجنبر 2004.