الناطق الرسمي والنفط الروسي والهروب إلى الأمام

لماذا لم يجب الناطق الرسمي باسم الحكومة في الندوة الصحفية اليوم عقب المجلس الحكومي، على السؤال المتعلق بالنفط الروسي؟
ألا يدري هو والحكومة الموقرة ورئيسُها المتلبسُ بتضارب المصالح أن هذا التهرب يجعل الشك ينمو وينتعش ويزداد سمكا بخصوص هذا الموضوع؟
فعدم الجواب والتهرب، يجعل سؤال ” لمصلحة من لا تريد الحكومة وناطقُها فتح هذا الموضوع”؟؟ ينتصب أمامنا بكل مشروعية، إذ في السياسة الأجوبة الحقيقية لا توجد في كلام وصمت المسؤولين، بقدر ما تكون جلية واضحة في المصالح والمنافع المتحققة لهذا الطرف أو ذاك، وفي حالتنا يوجد رئيس الحكومة ورئيس الناطق الرسمي في الحزب، على رأس لائحة المتهمين إلى أن يثبت العكس !!
إثارة الموضوع من طرف الصحفيين مرة أخرى هذا اليوم مبررة، بحكم المستجدات التي أصبح النفط الروسي بطلا لها في الجارة الشمالية، حيث انفجر جدل واسع في إسبانيا بعد اتهامات الحكومة بخرق الحظر المفروض على المنتجات الروسية، وإعلان فتح تحقيق حول مصادر دخول النفط الروسي إلى إسبانيا من شمال إفريقيا وتركيا، بينما الصحافة الإسبانية على رأسها “إلموندو” تحدد بالاسم المغرب.
هذه المعطيات كانت تقتضي من الحكومة أن تخرج بتوضيح وبيان في الموضوع،  عوض سياسة النعامة التي تنهجها حاليا، والتي لن تقدم ولن تؤخر، فإذا كانت الحكومة واثقة من المعطيات التي سبق أن أدلى بها الناطق الرسمي في ندوة صحفية سابقة، حين هوّن من حجم الكميات التي تدخل إلى السوق المغربية من النفط الروسي، واعتبرها أنها لا تتجاوز 10 في المائة في أحسن الأحوال، وبالتفصيل قال، إنه كانت في سنة 2020 في حدود 9%، ثم تراجعت إلى 5%سنة 2021، وعادت إلى 9% سنة 2022. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا الخوف من الجواب والتهرب منه بهذه الطريقة الفجة التي ينطبق عليها المثل “يكاد المريب يقول خذوني”.
ألا يجعل هذا التهرب ما سبق أن كشفته وول ستريت جورنال قبل أسابيع، من كون المغرب انتقل إلى مرحلة الشراهة في اقتناء النفط الروسي، إذ انتقل من 600 ألف برميل سنة 2021، إلى مليوني برميل متم يناير الماضي، أقرب إلى الحقيقة في ظل تواتر الشكوك، وظهور تقارير تؤكد نفس رواية وول ستريت كما فعلت “إلموندو”.
إن إشكالية الحكومات المتلبسة بتضارب المصالح، أنها تبقى بنيويا عاجزة عن التواصل في مثل هذه الإشكالات التي تجد نفسها طرفا فيها، ولهذا تلجأ للتضليل أو صمت القبور، وكلاهما لن يجدي نفعا أمام ارتفاع منسوب الشبهات والشكوك، فإما الوضوح أو أن كرة “الشك” ستزداد سمكا، وسيختلط بها وفيها الصحيح بالافتراء، وكل ذلك لا يخدم الوطن، لأن ذلك يجعل فتيل الفتنة على أهبة الاشتعال، وحينها ستكون الفاتورة غالية جدا، والمصير مجهولا !!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.