صدقي: منسوب الإنكار لدى حكومة أخنوش يلامس عنان الخيال

في الوقت الذي يكاد يتفق فيه الجميع على فشل مخطط المغرب الأخضر في تحقيق أهدافه خاصة فيما يتعلق بضمان الأمن الغذائي للمغاربة في ظل تأثيراته السلبية على الموارد المائية بالمغرب، يحاول رئيس الحكومة عزيز أخنوش في كل مرة ستر عورات هذا المخطط وإنكار ورفض كل الانتقادات التي توجه له.
ودافع أخنوش في الجلسة الشهرية بمجلس النواب يوم الإثنين 08 ماي الجاري، عن المخطط الأخضر واعتبر أنه مخطط “ناجح” وأنه كان سببا في وفرة الخضر لمدة 12 سنة، دون تضخم في أسعارها، مع وفرة في المياه، ووفرة في البذور.
وتعليقا على هذه التصريحات، قال أحمد صدقي البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية وعضو لجنة البنيات الأساسية، إن منسوب الإنكار لدى حكومة أخنوش أصبح يلامس عنان الخيال.
وتساءل صدقي، في حديث لـpjd.ma، عن “كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يخرج على الناس لينكر واقعا يعيشونه في كل حين وفي كل مكان وهو يتحدث عن المخطط الفلاحي وعن الأمن الغذائي”.
وتابع أن أخنوش يتحدث في لحظة تعرف فيه أسعار المواد الفلاحية الخام وحتى المحولة منها مستويات قياسية غير مسبوقة، ويشمل ذلك الحبوب والزيوت والقطاني والخضر والفواكه وغيرها.
وكشف صدقي، أن المخطط لم يُمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي ولا الأمن الغذائي للمغاربة رغم ما صرف عليه من ملايير الدراهم، مشيرا إلى أن البلاد تحتاج الى استيراد أهم احتياجات السوق الوطنية من مواد استراتيجية مثل الحبوب والزيوت.
وأضاف أن هذا المخطط لم ينجح في الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين حتى فيما يرتبط بالمواد الاعتيادية البسيطة والتي لم يسبق أن شهدت هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار.
وبعد أن سجل أن بعض المواد الغذائية أصحبت تعرف ندرة وضعفا في الجودة، أرجع سبب ذلك إلى المضاربات التي ظلت الحكومة تتفرج إزاءها دون فعل يذكر، منبها إلى أن توجيه المنتوج الفلاحي للتصدير جلبا للعملة الصعبة لأصحابها يتم على حساب المواطن المغربي وحاجياته وقدرته الشرائية.
وجدد صدقي، التأكيد على أن هذا المخطط يستنزف المخزون المائي لبلادنا حيث يتم التوجه للمزروعات الأكثر استنزافا للمياه، مردفا “كأننا أصبحنا نُصدر المياه ونحن في أصعب فترات الوضعية المائية ومعه تم تجفيف الكثير من مناطق البلاد ضمنها الواحات”.
وخلص إلى أن الأخطر هو ما يرتبط بحكامة هذا البرنامج، قائلا: “لا يعقل مثلا أن يتم التعامل معه كمرفق حزبي يتم به مكافأة الأتباع واستقطاب الأنصار وتمكينهم من مقدرات مختلفة من العقارات والأراضي ومن المياه الجوفية والسطحية ومن الدعم العمومي ومن تجهيزات الطاقة المتجددة التي تجعل أصحابها يستنزفون المياه دون اكتراث ولا اعتبار”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.