قال إدريس الأزمي الإدريسي، إن الحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش لها إشكالية تضارب واضح للمصالح والمنافع، كما أنها للأسف لا تتعفف.
جاء ذلك خلال مداخلة الأزمي بندوة تحت عنوان: “الواقع السياسي والاقتصادي بالمغرب إلى أين…؟“، نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس، 17 ماي 2023.
وأضاف الأزمي، لا نقول إن رجال الأعمال لا يصح أن يكونوا من أهل السياسة، ولسنا ضد المبادرة الحرة والمقاولة الحرة، ولكن، يوضح المتحدث ذاته، حين تكون في منصب حساس يجب أن تكون العفة حاضرة.
وتساءل الأزمي مخاطبا أخنوش، كيف رفعت نسبة التضريب على الأبناك بناء على توصيات مجلس المنافسة، نظرا للأرباح الكبيرة التي يحققها، ولم ترفع تلك النسبة على قطاع المحروقات، رغم أن القطاعين في نفس الوضعية، أي على مستوى ضعف المنافسة وارتفاع المردودية المالية.
وأردف، كيف سيفهم المواطن ما قام به أخنوش بهذا الخصوص، وما أثر ذلك على الثقة؟ ليؤكد أن هذا السلوك يطرح إشكالية الثقة في الحكومة والفعل السياسي بحدة.
وقال الأزمي إن الحكومة لم تقم بأي إجراءات جديدة أو مبتكرة لصالح المواطنين وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، مشيرا إلى أن ما تعلنه من إجراءات هي أمور روتينية وتقليدية، كدعم الغاز والسكر والدقيق أو غيرها.
وأردف، حتى إن قالت إنها جاءت بجديد، فهو لن يكون سوى على حساب المالية العامة، كالإعفاءات الضريبية وإيقاف رسوم الاستيراد، والتي، فضلا عن غياب أثرها المباشر على المواطنين، يتبين أنه لابد لأحد الأطراف المشكلة للحكومة يستفيد منها، كما هو حال جواميس البرازيل مثلا.
وشدد الوزير السابق، أن الحكومة التي شكلها أخنوش من الأحزاب الثلاثة، لم تحقق إلى الآن أي شيء، كما أنها منذ تشكيلها، لا تتكلم عن الحرية ولا الديمقراطية ولا حقوق الإنسان.
واسترسل، فضلا عن عدم وفائها بوعودها الانتخابية، وما ورد في برنامجها الحكومي، أو ما وقعت عليه مع النقابات، ومنها الزيادة العامة في الأجور، والتخفيض على الضريبة العامة على الدخل.. إلخ.
وبهذا المنطق الذي تدير به الأمور، يقول الأزمي، لن يكون مع الحكومة أي إصلاحات كبيرة، لأنها لا تفي بالتزاماتها ووعودها واتفاقياتها، ولا تحوز الصدقية والواقعية في التعامل مع النقابات، ولأنها تفتقد لثقة المواطنين، ولأنها أيضا لا تتوفر على عمق سياسي وشعبي، يسمح لها بالتواصل مع المواطنين، وكسب ود وتعاون المعارضة.
وفي موضوع المحروقات وغلاء أسعارها، قال الأزمي إن المعارضة طالبت بإخراج مراسيم مجلس المنافسة، والتي صادقت عليها الحكومة قبل أيام رغم تأخرها عن ذلك دون سبب مقنع، داعيا مجلس المنافسة إلى أن يقوم بدوره على الوجه الأمثل.
وأضاف، اليوم يجب أن نتوجه بوضوح وصراحة وقوة لمجلس المنافسة، لنقول له إن المراسيم صودق عليها، وإنه يجب أن ينظر وباستعجال في قطاع المحروقات.
هذا وخلص الأزمي في كلمته، إلى التأكيد أن العدالة والتنمية لن يتخلى ولن يتراجع عن القيام بواجبه، وتحمل مسؤوليته تجاه الشعب والوطن والمواطنين وجلالة الملك.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا