مجمع اللغة العربية يدعو الحكومات والبرلمانات لإصدار تشريعات تحمي وتُمكِّن للغة “الضاد”

دعا مجمع اللغة العربية، جامعة الدول العربية والقادة العرب، بضرورة الالتفات إلى حال اللغة العربية في التعليم وفي مناحي الحياة المختلفة، كما خاطب البرلمانات العربية أيضا، بضرورة الإسراع باستصدار قوانين حماية اللغة العربية والتمكين لها.
جاء ذلك في بيان صدر بمناسبة اختتام فعاليات المؤتمر السنوي الدولي للمجمع، 21 ماي 2023، والذي انعقد بعنوان: “اللغة العربية بين الهُويَّة القومية والعولمة”، وذلك بمشاركة رؤساء مجامع اللغة العربية والهيئات العليا للغة العربية في العالم العربي، فضلًا عن أكثر من عشرين عالمًا من أعضاء مؤتمر المجمع وأعضائه المراسلين من العرب والمستعربين.
وخاطب المجمع وزارات الخارجيّة في العالم العربي بتوجيه أفراد السلك الدبلوماسي في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الرسمية أن يكون نشاطهم باللغة العربية.
وأكد على ضرورة قيام وزارات التعليم في العالم العربي بوضع خطة تعليمية متوازنة، يكون من أولوياتها الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها والعمل على تنميتها ونشرها بوصف اللغة العربية المكوِّن الأساسي للهويّة في وجه المد العولمي، مع عدم إهمال تعليم اللغات الأجنبية وإتقانها والاستفادة القصوى منها في حدود الحاجة إليها، وبحيث لا تطغى على اللغة العربية في التعليم.
وتوقف المجمع عند ضرورة الإفادة الجادة من التقنيات الحاسوبية الحديثة لخدمة العربية ونشرها، ودراستها، وزيادة المحتوى الرقمي العربي على الشابكة، على أن يكون المحتوى مصوغًا بالفصحى الميسرة، وبمنأى عن اللهجات العامية والهجين اللغوي الذي خلّفته العولمة، والترسيخ للعربية في شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكات المعلومات الدوليّة.
وشدد البلاغ على أهمية السّعي لأن يُضَمَّن الميثاق الإعلامي والصحفي آلية لوسائل الإعلام المختلفة، ترسخ الوعي الثقافي بأهمية اللغة العربية بوصفها رمزًا للاستقلالية الوطنيّة والخصوصيَّة الثقافية، وتقدم في الوقت نفسه نمطًا لغويًّا راقيًا مسموعًا أو مكتوبًا أو مشاهدا، من شأنه أن ينشر الفصحى المعاصرة الميسَّرة ويرقى بالذوق اللغوي العام.
ودعا المجمع إلى تضافر جهود المؤسسات الوطنية؛ لترسيخ الوعي اللغوي في المجتمع، والسعي الحثيث لتغيير المفاهيم المغلوطة حول العربية لدى الرأي العام أو ما يشبه العام أو لدى بعض المتخصصين، مثل التصور السائد لدى قطاعات معينة بأن العربية لغة تراث ولا تعبر عن المتطلبات المعاصرة، أو أن العربية تواجه خطر الاندثار، أو أن صعوبات العربية لا توجد في لغات أخرى، أو أن الوظائف العليا في الدولة لا تُتاح لمن يتعلم بالعربية، ونحو ذلك. وهي تصورات تنفِّر من الإقبال على العربية، وتحدّ من انتشارها.
وخلص البلاغ إلى الدعوة لإطلاق برنامج لصناعة معجمات ثنائية اللغة، أو متعددة اللغات بين اللغة العربية واللغات الأخرى، وبخاصة لغات الدول الإسلامية؛ لتنشيط حركة الترجمة من العربية وإليها، لنشر اللغة العربية وتعزيز وجودها في بلدان العالم الإسلاميّ.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.