مسكين يكشف الأوهام التي أسقطتها الانتخابات التركية

قال الكاتب الصحفي يونس مسكين، إنه ليس من قبيل الصدفة ولا التسلية أن يحبس العالم أنفاسه مرتين خلال هذا الشهر، لمتابعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا.
وأضاف مسكين، في تدوينة عبر فايسبوك، أن فالأمر يتعلق بواحدة من الدول-المفتاح في النظام الدولي الحالي، وإحدى نقط الارتكاز الأساسية في التوازن الهش القائم اليوم بين القوى الدولية والاقليمية.
وبعد أن أشار إلى مدى ارتباط الاختيارات السياسية والانتخابية الداخلية للدول بموقعها ودورها في العلاقات الدولية، أكد أن “الأتراك في الدورين الأول والثاني لم يكونوا ينتخبون لأنفسهم فقط، بل كانوا ودون أدنى خوف من السقوط في المبالغة، ينتخبون للعالم، تماما مثلما يفعل الأمريكيون أو أعضاء الحزب الشيوعي في الصين أو الروس…”.
وسجل مسكين، أن الانتخابات التركية أسقطت قائمة كبيرة من الأوهام، من قبيل أن الدول “غير العظمى” لا تملك قرارها ولا يمكنها، نظاما وشعبا، إنتاج اختيارات خارج ما يملى عليها من طرف البنية المهيمنة دوليا، خاصة في الشق القريب من العالم الغربي.
وتابع أن الانتخابات التركية الأخيرة أسقطت “وهم انهيار المكون الفكري والأخلاقي في الخطاب السياسي المربح انتخابيا”، مبينا أن أردوغان وحزبه خاضا حملتهما الانتخابية في جزء كبير منها، على أساس أفكار “مثالية” يصعب على أي سياسي في العالم “بيعها” لشعب في ظرفية اقتصادية صعبة، تتعلق باللاجئين السوريين وضرورة الاستمرار في استضافتهم إلى أن تتأكد عودتهم الآمنة.
ويرى مسكين، أن الانتخابات التركية أسقطت وهما آخر يتعلق بعلاقة الطموحات النهضوية للدول والشعوب، بتمثلها لنفسها داخل محيطها الإقليمي والدولي، مبرزا أن جزءا كبيرا من رصيد وبرنامج أردوغان مرتبط باختيار الدخول في المعترك الدولي بتموقع واختيار وطني يبحث عن التحول إلى رقم في جل المعادلات والسعي إلى استثمارها لصالح تركيا، أي أن الحياد السلبي مجرد وهم ينام فيه الكسالى والجبناء.
واعتبر أن هناك “وهما قديما جديدا ظلت تركيا تسقطه طيلة العقدين الماضيين، يتعلق بمقولة استحالة قيام الديمقراطية في المجتمعات الشرقية لاعتبارات ثقافية تميل إلى الطلب على الاستبداد، وأخرى مرتبطة بالتناقضات الداخلية التي يصعب تدبيرها”.
وخلص إلى أن “تركيا دولة طافحة بالتناقضات العرقية واللغوية والمذهبية والمناطقية… لكنها تقيم ديمقراطية حقيقية يحسدها عليها الغرب قبل الشرق، لا، بل وتفعل ذلك عبر حزب يحمل مرجعية إسلامية واضحة، تُكذب كل التناقضات المزعومة بين الإسلام والدولة الديمقراطية الحديثة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.