قال إدريس بووانو، الخبير في العلاقات المغربية التركية، إن هناك العديد من الرسائل التي يمكن استنتاجها من فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية.
وأضاف بووانو، في حديث لـ”pjd.ma”، أن من أهم الرسائل هو أنه “حينما تجتمع الإرادة السياسية مع القدرة على الإنجاز على أرض الواقع تستطيع الدول أن تحقق مكاسب جمة لشعوبها”، وأن “النموذج الغربي لم يعد مغريا للاقتداء به بعد أن أبان عن انحياز ملفت لمصالحه الأساسية دون اعتبار للديمقراطية التي كان يبشر بها”.
وأكد أن الانتخابات التركية أبانت أن الوعي السياسي للمجتمع مقدمة أساسية في حدوث التغيير المنشود، وأن احترام إرادة الشعوب مدخل أساسي لإحداث التغيير والإصلاح، مشددا على أن الأداة الديمقراطية لا تزال آلية فعالة في الممارسة السياسية.
واعتبر بووانو، أنه “انتهى إلى حد ما وجود نموذج واحد للممارسة الديمقراطية يتم فرضه على الشعوب والمجتمعات من لدن جهات معينة”، مبينا أن النموذج الديمقراطي ليس كبسولة دوائية يمكن التعافي فورا بعد التداوي بها بقدر ما يحتاج الأمر لمسار من الجهد والمعاناة في بناء الصرح الديمقراطي الناجح.
وفي تفسيره لحجم الاهتمام الكبير والمتابعة الداخلية والخارجية في عدد من البلدان في الشرق والغرب للانتخابات التركية سواء في جولتها الأولى أو في جولتها الثانية، أكد بووانو، أن هذا يرجع لمحورية الدولة التركية في مجموعة من الملفات الإقليمية والدولية، إضافة إلى النجاحات السياسية والاقتصادية التي حققتها تركيا في العشرين سنة الأخيرة.
ويرى بووانو، أن تصدر “تركيا/أردوغان” للمشهد السياسي الأوروبي والإسلامي يرجع أيضا للنجاحات التي حققها، مما جعل التجربة التركية تتحول إلى نموذج ملهم لبعض الدول في العالمين العربي والإسلامي والأسيوي والإفريقي بعدما ظل الغرب يفرض نموذجه، خاصة مع نجاح الديمقراطية التركية في تجاوز عدد من الصعوبات السياسية وأهمها ابتعاد النخبة العسكرية عن التدخل في الحياة السياسية المدنية.
ويبقى أهم سبب في الاهتمام بالانتخابات التركية، حسب بووانو، هي “شخصية أردوغان الكاريزمية وقدرته على المناورة السياسية وعلى تجاوز عدد من العراقيل والصعوبات والضغط من كل جانب لصالح مصلحة بلده ومصلحة عدد من الشعوب المستضعفة”.
وسجل بووانو، أن الفرح الذي عبر عنه عدد من أفراد بعض المجتمعات العربية والإسلامية وغيرهما، له ما يبرره وهو رغبة أبناء وأفراد عدد من شعوب المنطقة في تذوق طعم الانتصار والانتشاء به ولو لفترة زمنية قصيرة بعد سنين عديدة من الآلام والانكسارات.
وأشار إلى أن “التعاطف الذي أعقب فوز أردوغان وتعبيرات الفرح على محيى عدد من الناس قريب منه ما شعر وعبر عنه عدد من أفراد بعض المجتمعات العربية والإسلامية عقب الانتصارات التي حققها المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمت في دولة قطر، وإن كان ثمة فرقا بين الحدثين الرياضي والسياسي”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا