[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

بنخلدون: انتخابات تركيا لم تكن عادية أو كلاسيكية بل كانت انتخابات “حضارية”

قال محمد رضى بنخلدون، رئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية، إن الانتخابات التركية التي أسدلت ستارها أمس الأحد، في دورة الإعادة لاختيار الرئيس، لم تكن عادية أو كلاسيكية، بل توصف بأنها انتخابات حضارية.
وأوضح بنخلدون لـ pjd.ma، أن سبب هذا التوصيف، يكمن في أن الانتخابات يقودها الرئيس رجب طيب أردوغان وعينه على اتفاقية لوزان التي انعقدت سنة 1923، وهو يسميها “انتخابات القرن”، لأنها ستنقل تركيا من وضعية الإجحاف الذي أرسته هذه الاتفاقية، إلى وضع تسترجع فيه تركيا مجموعة من الحقوق على ممرات مائية ومناطق وغيرها.
وأضاف بنخلدون، أن تركيا سيكون لها وجه آخر عقب هذه الانتخابات، ولذلك ظهرت خشية الغرب الواضحة من أن تسترجع تركيا قوتها، حتى أنهم يتحدثون عن تركيا بمفهوم الدولة العثمانية السابقة، وبالتالي، يردف بنخلدون، الغرب متخوف من صعود تركيا، وأن تلعب دورا في تجميع القوى الوطنية والإسلامية، وتجميع الأمة على فكرة وأهمية الاستقلال الحضاري.
وقال المسؤول الحزبي، إن حزب العدالة والتنمية الذي قاد تركيا حاول الانضمام للاتحاد الأوربي، ورأينا كيف تم وضع عراقيل كثيرة أمام هذا المسعى، والآن، أصبحت تركيا قوة إقليمية اقتصادية كبيرة، قد نقول معها إنه ليس من أولوياتها الانضمام للاتحاد الأوربي.
ومما زاد من غضب الغرب، وفق المتحدث ذاته، أن أردوغان استطاع تنويع علاقاته الخارجية، لاسيما مع روسيا والصين وغيرهما، مما جعله يلعب دورا واضحا في الفترة الأخيرة خلال الحرب الروسية الأوكرانية مثلا.
وأضاف، الغرب متخوف أيضا لأن تركيا هي عضو في “حلف شمال الأطلسي”، ورغم ذلك لم تنخرط في السياسة الغربية بصفة شاملة في الحرب الروسية الأوكرانية، بل بقيت في موقف وسط، مما جعلها تقوم بدور أساسي في ضمان تزويد العالم بالقمح، لاسيما لفائدة الدول المستوردة، ومنها المنطقة العربية والإفريقية وغيرها.
ومن أسباب تخوف الغرب من فوز أردوغان، يتابع بنخلدون، أنه استطاع نقل بلده من بلد تابع على مستوى التصنيع والتنمية، إلى بلد قادر على التصنيع على مستوى التسليح والصناعات الحربية والطاقة كما نجح في التنقيب عل الغاز وغيرها.
وأردف، فهذه القوة الصاعدة لتركيا جعلت الغرب يراهن على كليجدار أوغلو، لأنه وعد بالتراجع عن مجموعة من المكتسبات لصالح الغرب، بما فيها تحويل مسجد آية صوفيا إلى متحف مرة أخرى، وهذا رمز من رموز التراجع، التي تفسر الخلفية الحضارية لهذه الانتخابات، كما تفسر الاستقطاب الذي وقع.
ونبه بنخلدون، إلى أن حزب العدالة والتنمية، الذي كانت داخله مشاكل أدت إلى انشقاق بعض الرموز، إلا أن الشعب التركي كان له من الذكاء والفطنة ما يكفي ليعرف أن القضية أكبر من صراعات أو خلافات داخل حزب العدالة والتنمية، ليدرك أن الانتخابات هي بأبعاد جيوسياسية كبيرة جدا وأبعاد حضارية كذلك.

المغرب وتركيا
وأشار إلى أن العدالة والتنمية بالمغرب بعث برسالة تهنئة إلى حزب العدالة والتنمية بتركيا، باعتبار أنه فاز في الانتخابات التشريعية بمعية حلفائه، كما تم إجراء اتصالات مع عدد من قيادات الحزب التركي، وأكدنا الحرص على تقوية علاقات الثنائية التي تجمع الحزبين.
وشدد بنخلدون، أن تقوية هذه العلاقات، تأتي أيضا نظرا للمواقف التي عبر عنها الحزب وعلى رأسه أردوغان فيما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية، حيث أن موقفه من قضية الصحراء المغربية موقف جد متقدم.
وعليه، يقول المتحدث ذاته، يظهر بما لا يدع مجالا للشك، أنه من مصلحتنا أن يكون أردوغان على رأس الدولة، ومن مصلحتنا كذلك أن يكون حزب العدالة والتنمية في قيادة الدولة، عوض بعض الحركات الانفصالية أو القومية المتطرفة، التي قد يكون لقيادتها لتركيا أثر سلبي على موقف تركيا من قضية وحدتنا الترابية.

فكرة الإصلاح
وبخصوص الإشارات التي حملتها هذه الانتخابات حول مقولة انتهاء ما يسمى بتيار الإسلام السياسي، قال بنخلدون إن التيارات الإصلاحية، بصرف النظر عن مرجعيتها، سواء أكانت من التوجه الإسلامي أو من غيره، هي في تراجع عالمي، نظرا لموجة الترامبية الجديدة، وموجة التراجع الديمقراطي، واعتبار أن التنمية ممكنة التحقق دون ديمقراطية، وضمور الأحزاب التقليدية وصعود أحزاب تقنوقراطية جديدة.
لكن، يستدرك المسؤول الحزبي، تركيا أظهرت أن الديمقراطية هي الملاذ الأخير لكي تسترجع الشعوب حقوقها، ولذلك كانت نسبة المشاركة فيها جد مكثفة من الشعب، بل هي من أعلى المشاركات في العالم.
وشدد أن ترديد الغرب لمقولة الخلفية الإسلامية كان بهدف التأثير الانتخابي على أردوغان، لكن خاب ظنهم، حيث استطاع أردوغان الموازنة بين البعد الايديولوجي وما يتعلق بالخلفية الإسلامية، وبين البعد الاقتصادي والاجتماعي والدفاع عن مصالح المستضعفين، وهذا ما زاده اشعاعا وقوة على المستوى العربي والإسلامي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.