على خلفية دعوة رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى تنظيم انتخابات نيابية مبكرة، ردا على تراجعه الكبير في الاستحقاقات المحلية والجهوية التي أجريت يوم الأحد 28 ماي 2023 وحقق فيها الحزب الشعبي اليميني المعارض فوزا كبيرا، تظهر تخوفات بخصوص تداعيات وتأثير صعود اليمين الإسباني على علاقات التعاون بين الرباط ومدريد.
الخبير في العلاقات الدولية أحمد نورالدين، اعتبر أن الانتخابات المحلية والجهوية لا تؤثر مباشرة في القرار الإسباني الحكومي لأن الانتخابات التشريعية هي التي تفرز الحكومة وليست الانتخابات المحلية.
وأضاف نورالدين، في حديث لـpjd.ma، أنه في حال صعود اليمين الإسباني للحكم فإن ذلك لن يؤثر على العلاقات التي تجمع بين دولتين تربطهما مصالح استراتيجية لا تتأثر بتغير الحزب الحاكم في معظم جوانبها.
وأوضح أن المصالح الاستراتيجية بين البلدين تؤطرها اتفاقيات تعاون وشراكة خاصة تلك التي جاءت في ظل الدورة الـ12 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، التي انعقدت في فبراير 2023، حيث عرفت التوقيع على 19 مذكرة تفاهم، تهم بالأساس عددا من المجالات، أبرزها التعاون الثنائي بين الرباط ومدريد وإدارة الهجرة والبنى التحتية وحماية البيئة والتكوين المهني وتدبير المياه.
وأبرز نورالدين، أن مدريد، جددت في الإعلان المشترك الذي صدر عقب القمة المغربية الإسبانية، موقفها بخصوص قضية الصحراء، والذي ورد في الإعلان المشترك بتاريخ 7 أبريل 2022، عقب اللقاء بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية.
وجاء في الإعلان المشترك لـ 7 أبريل 2022 أن إسبانيا تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع حول الصحراء.
وأبرز أن اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا تشمل عدة مجالات أهمها الجوانب الاقتصادية والأمنية والهجرة ومحاربة الإرهاب بالإضافة إلى الملف الأهم بالنسبة لمدريد وهو ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، مشيرا إلى أن كل هذه المجالات تدخل في إطار المجالات الاستراتيجية التي لا تتأثر بتغير الحزب الحاكم.
وتابع أن ما يخدم مصلحة البلدين هو أن تكون العلاقات بينهما جيدة مبنية على التعاون وحسن الجوار وليست علاقات نزاع، معتبرا أن هذا الأمر يصب في مصلحة البلدين بصفة عامة وإسبانيا بصفة خاصة سواء على مستوى اتفاقية الصيد البحري والتعاون في مجالات الهجرة والأمن ومحاربة الإرهاب ومواجهة عصابات تهريب المخدرات.
وأشار نور الدين، إلى أن صعود الحزب الشعبي اليميني للحكم بإسبانيا قد يؤدي إلى بعض المشاكل بسبب الخطاب الشعبوى لليمين الذي يبني شعبيته على التعبئة العنصرية تجاه الأجنبي من أجل حصد أصوات الإسبان، مستدركا: لكن في النهاية هناك مجالات استراتيجية تدخل في باب الثوابت التي لا يُمكن أن تُمس بسبب تغير الأحزاب الحاكمة بإسبانيا.
[ After Header ] [ Desktop ]
[ After Header ] [ Desktop ]
رابط المشاركة :
شاهد أيضا