يتيم: برلمان الثامن من شتنبر الذي احتضن رئيس البرلمان الصهيوني .. ولجنة الصداقة التي نعتز بأننا لم نكن من مكوناتها
لا زلت مقتنعا بأن واقعة الثامن من شتنبر إنما جاءت استعدادا للاستحقاقات التي جاءت بعدها . وخاصة اختيار الدولة الرسمي لاستخدام ورقة التطبيع خدمة القضية الوطنية في تقديرها على ما يبدو …
فوجود حزب العدالة التنمية في الصورة أي سواء في التدبير الحكومي أو في المعارضة من موقع قوي ووجوده لا يخدم هذا التصور وتلك الترتيبات .فضلا عن أنه كان من الصعب تصور ولاية ثالثة للحزب.. !!!
صحيح أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وجد نفسه في موقع حرج وهو يوقع على الاتفاق الثلاثي .بصفته رئيسا للحكومة وليس بصفته أمينا عاما للحكومة … فقضايا من هذا القبيل.تتجاوز الحزب والحكومة لأنها قضايا سيادية !!.
لكن حزبه أيضا وجد نفسه بعد مدة أمام واقعة الثامن من شتنبر . واقعة الإسقاط من الطابق السابع عشر بتعبير ابن كيران !! التي لم تستثن حتى الدكتور سعد الدين العثماني نفسه وهو الذي لا يشك أحد. في وطنيته وفي تحيزه الواضح للقضية الفلسطينية ورفضه التطبيع …
وهو ما عبر عنه قبل أسابيع من حادثة التوقيع في تصريح لقناة الجزيرة …
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بكل ثقله والدكتور سعد الدين العثماني بتاريخه السياسي وطنيته وأخلاقه ” يرسب ” في انتخابات الثامن من شتنبر بمدينة الرباط وفي دائرة يعقوب المنصورة القلعة الانتخابية للحزب، في واقعة تشبه ترسيب القائد الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد الذي ” رسب ” في الانتخابات التشريعية لأكتوبر 1977 بأكادير (سوس) القلعة الانتخابية للاتحاد الاشتراكي وهو المنحدر من مدينة سلا ….!!!
وذلك من مكر السياسية..
من مكرها ظلم المقربين .. و أن يؤاخذ بواقعة التطبيع، والأمر أنه قرار دولة يتجاوز رئيس الحكومة ولم يكن يتصور أن يضع العثماني الحزب ومن ورائه الحزب نفسيهما في مواجهة الدولة واختياراتها سواء أصابت أو أخطأت حين ربطت التطبيع بقضية الصحراء …!!!
اليوم وقد تخفف الحزب من موقع المشاركة من موقع المسؤولية في الدولة أي من خلال رئاسة الحكومة لا خيار له إلا الصدع برفضه للتطبيع... فهذا الموقف فضلا عن كونه هو الموقف المبدئي و الأصلي… هو الموقف الذي يدعم الدولة في مواجهة المكر الصهيوني الذي سيطول بسببه انتظارنا التزامها قبل اعترافه بمغربية الصحراء .
وحتى إذا تم الاعتراف فهو اعتراف يسيء إلى القضية لأنه اعتراف من دولة غازية قاهرة للشعب الفلسطيني … ومن ثم فهو يخدم أعداء وحدتنا الترابية من خلال استخدامهم لورقة التطبيع مع كيان محتل شرد للشعب الفلسطيني ، مع الأخذ بعين الاعتبار كل المقارنات السطحية التي هي العملة السائدة في خطاب البروبكاندا المعادية لسيادة المغرب على صحرائه ونتمنى بكل صدق أن تكذب الأيام تحليلنا وتثبت خطأه !!!… لكن في انتظار ذلك لا شيء في الأفق يدل على أن التطبيع مدخل لحسم سيادتنا على أقاليمنا الجنوبية . ..
لا بأس من استبعاد العدالة والتنمية من صدارة المشهد السياسي إن كان من ثماره أو دوافعه حسم قضيتنا الوطنية لمصلحة بلادنا !! نود أن نصدق ….لكن لا شيء يدفع إلى التفاؤل !!!
لا بأس لأننا تمكنا من موقعنا” الصغير ” في البرلمان وخارجه أن نوضح موقفنا من التطبيع ونجلي الغبار عنه وأن نتجنب أن نكون عضوا في لجنة الصداقة البرلمانية الاسرائلية -المغربية .
لا بأس لأنه كان من اللازم وسيكون دوما من اللازم وجود مخالفين ومعارضين للمقاربة الرسمية التي تتوهم إمكانية حسم قضية الصحراء المغربية عبر التطبيع والاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء … !!!
ولست في حاجة أن الناس قد أدركوا الفرق بين حكومتي العدالة والتنمية و” حكومة ” الثامن من شتنبر ومكوناتها التي تتهافت كي تكون مكوناتها في مقدمة المهرولين إلى التطبيع مع الاحترام للشرفاء من أعضاء أحزابها الذين لم يغيروا بوصلتهم في نصرة القضية الفلسطينية !! فموقع وتموقع العدالة والتنمية فيه خدمة لوطننا ولقضيتنا الوطنية ..
ومن المفروض ان توظف المقاربة الرسمية المواقف المعارضة للتطبيع وتفسح لها في التعبير في البرلمان والإعلام . وتحسن استثمارها وتحصن من خلالها مواقفها التفاوضية !
ولسنا في حاجة لتعليم مسؤولينا كيف يفعلون ذلك… ومسؤولونا ليسوا في حاجة إلى أن نعلمهم.
يتعين أن يتعلم مسؤولونا من الصهاينة ومن مكرهم وتوزيع الأدوار بينهم من أجل مواصلة ممارسة مزيد من الابتزاز … ليخرجوا هم بالمكاسب ونخرج نحن فارغي الوفاض …لا تيتي … لا حب الملوك !!! وفي التفاوض حول أوسلو وتوابعه وفي التفاوض مع السلطة الفلسطينية ما ينطبق عليه المثل القائل :” لي فراس الجمل …فراس الجمالة … ونخشى أن نجد أنفسنا في مواجهة المثال القائل :” لا تيتي لا حب الملوك “