[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

محمد يتيم: تزييف الوعي وتبرير التطبيع تحت دعوى …التعايش الديني !!

التطبيع الثقافي أخطر أنواع التطبيع !!
من أخطر ما يمكن ترويجه من قبل بعض المثقفين مقولة التعايش الديني في تبرير التطبيع مع الكيان الصهيوني.. .. وهي مقولة لا تقل خطورة وسخافة عن الخلط بين معاداة الصهيونية كحركة عنصرية واعتبار الدعوة لمقاطعتها نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم المشرد، معاداةً للسامية .. !!!!

والأخطر من ذلك أن يتم ترويج ذلك من قبل مفكرين ومثقفين محترمين حيث إنهم بذلك يسهمون في تزييف الوعي وتبرير التطبيع تحت مسمى ” التعايش الديني ” .
وهو ما يوحي بأن الدعوة لمقاطعة الكيان الصهيوني المحتل بكل ما يمثله من عنصرية وتاريخ وحاضر إجراميين ومذابح من قبيل دير ياسين ….. وتشريد لشعب كامل ورميه في الشتات وإحكام الحصار عليه في الداخل ..ناهيك عن انتهاك المقدسات وعلى رأسها بيت المقدس وانتهاك قطعان المستوطنين لباحاته. . أن الدعوة لتلك المقاطعة هي عدم تسامح وأن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو عين التسامح !!

وهذا هو عين الخلط والإمعان في عملية تزييف الوعي !!
المغرب لم يكن يحتاج ل؛ التطبيع ” مع الكيان الصهيوني كي يثبت التعايش والتسامح الديني الذي عاش في ظله اليهود المغاربة حتى إنك لا تكاد تجد مدينة مغربية دون ” ملاح ” وهي الحارات التي تجمع فيها اليهود المغاربة .. بل إن المغاربة المسلمين و المغاربة اليهود تعايشوا في أحياء أخرى في عدد من المدن المغاربة كما هو الشأن مثلا في حي العنق بالدار البيضاء….. حتى إنه صارت بينهم علاقات حميمية تصل إلى حد الإرضاع المتبادل ، . وأن اليهود المغاربة الذين هاجروا للكيان الصهيوني إنما فعلوا ذلك تحت تأثير الحركة الصهيونية العالمية … وتحول بعضهم للأسف بعد إلى جنود بل وقادة عسكريين في جيش الاحتلال يقتلون الفلسطينيين ويعتدون عليهم ويشاركون في تشريدهم وإخراجهم من أراضيهم ومساكنهم … ..ورميهم في الشتات !!

تبرير التطبيع من خلال مقولة التعايش الديني إسهام في تزييف الوعي وفي تبرير تاريخ كامل من العدوان والإخلال والتقتيل والتشريد…

وحيث إن الشيء بالشيء يذكر يحضرتي الموقف الصارم الذي اتخذه الملك الحسن الثاني حيث لم يتأخر في الرد على الاستفزاز الفلسطيني حين قبل ياسر عرفات حضور زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز أشغال المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في العاصمة الجزائرية في أبريل عام 1987.
ولنا أن نتصور كيف سيستقبل المواطن الفلسطيني المحاصر والمقدسي المناضل في مواجهة محاولات تدنيس المسجد الأقصى .. والمواطن الفلسطيني الغزاوي الذي يعيش تحت الحصار وتحت قصف العدوان المتكرر مع ما يرتبط بذلك من دمار وتشريد …
كيف سينظر هؤلاء إلى بلادنا ومسؤولينا وهم يستقبلون بالأحضان جلاديهم من قادة العدوان ورموزه! !! بدعوى التعايش الديني…
في حين يعيشون هم يوميا على وقع اعتداءاته ولا يجدون أثرا في سلوك الصهاينة لذلك التعايش المزعوم … علما أن كثيرا من اليهود ذوي الأصول المغربية قد احتلوا مواقع مختلفة في الجيش الصهيوني وفي مختلف مؤسساته !!!
إن استخدام مقولة التعايش الديني لتبرير التطبيع هو إسهام في تزييف الوعي والإرادة. .
هو عمل لا يقل خطورة عما يقوم به الجندي الصهيوني وهو يقتحم حرمة المسجد الأقصى أو يهدم البيوت في القدس أو يغير بطائراته وصواريخه على عزة ويهدم عمارات بكاملها على سكانها…
إن الفلسطينيين في الداخل وفي القدس وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة لا يعرفون إلا يهودا غزاة محتلين.. وقضيتهم رغم ذلك ليست قضية عداوة لليهود واليهودية كديانة، ولكن قضيتهم مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي يستغل اليهودية في إيديولوجية الصهيونية …
فهم لا يقاومون الاحتلال لأن قضيتهم قضية عداوة لليهودية كديانة ولكن للحركة الصهيونية كحركة عنصرية وللاحتلال الذي ينطلق من أدلجة العقيدة اليهودية… وتجريدها من التسامح مع المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين….
والخلاصة إن استخدام لفظة التعايش والتسامح لتبرير التطبيع مع الصهيونية والكيان الصهيوني وليس مع اليهودية دينا اختارته أو بقيت عليه فئة من المغاربة إسهام في تزييف الوعي …
والأخطر أن يكون هذا التزييف صادرا عن مثقفين مهما يكن تقديرنا لهم كمثقفين… ففي هذا الخلط خانتهم ” ثقافتهم”
والأخطر من ذلك أن يحضر بعض منا للاحتفال بذكرى تأسيس الكيان الصهيوني أي نكبة الشعب الفلسطيني ويشربون على نخبها!! فالتطبيع الثقافي أخطر أنواع التطبيع !!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع