الريسوني يحصي الحملات والقوى التي تستهدف منظومة الأسرة
موقع الإصلاح
قال الدكتور والفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، هناك ثلاثة عناصر تحرك الحملات نظام الأسرة في العالم؛ الأول يكمن في الغرب بعد استحكام النزعة الفردانية فيه، والثاني تقديس الشهوات في سياق زمن ما بعد الحداثة المتسم بالسيولة وسقوط كل المبادئ المرجعية التي احتفظت الحداثة ببعضها، ويتمثل العنصر الثالث في الفردانية باعتبارها منتوجا رأسماليا يرى في الإنسان مجرد قطيع استهلاكي.
وأَضاف الدكتور الريسوني في محاضرة بعنوان “مؤسسة الأسرة بين أعضائها وأعدائها” نظمها قسم الدعوة والعمل الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح مساء أمس الجمعة 23 يونيو 2023، أن “الحياة في هذا الكون كله مبنية على الازدواجية” بين الذكر والأنثى، موضحا أن الزوجية هي نواة الأسرة، ومن خلال تلاقح الأنثى بالذكر تستمر الحياة البشرية، مستدلا بقوله تعالى “ومن كل شيء خلقنا زوجين”.
وزاد العلامة في المحاضرة التي تمت بتقنية التناظر عن بعد، أن البشرية التي يقارب تعدادها ثمانية ملايير نسمة ما هي إلا نتاج نظام الأسرة، مشددا على كون الزوجية نظاما كونيا تقوم عليه الحياة، متأسفا لعدم استدماج قيمة الزوجية ضمن القيم الكونية في وقت تتعالى الأصوات لإقرار قيم توصف بالكونية وتضرب في الصميم هذه القيمة، مضيفا أن الزوجية صنعت لنا حياة اجتماعية تفرعت عنها الشعوب والقبائل والثقافات والكثير من الأشياء.
ونبه الريسوني إلى وجود ثلاث قوى تسعى إلى هدم نظام الأسرة، أولها دعاة الإباحية الجنسية الذي يسعون جاهدين إلى تغيير القوانين لإتاحة العلاقات الجنسية بين الجنسين أو حتى بين نفس الجنس بدعوى الرضائية، وثانيها دعاة الإجهاض الذين يحاولون تصريف منتوجات العلاقات الجنسية بطريقة قانونية، وثالثها طائفة من الحقوقيين الذين يحاولون إشعال الفتنة بين الرجل والمرأة، موضحا أن هدفهم يصب في عداء الأسرة.
ودعا الريسوني إلى تيسير الزواج قصد بناء الأسرة، وعدم الاستقالة من تكاليف تربية الأبناء، مطالبا بمواكبتهم وتحصينهم عبر الزاد المعرفي والمبادرة إلى مصاحبتهم، لأن الأسرة هي المؤسسة الأكثر استقلال بين كل المؤسسات في الدولة باعتبار أن تدخل باقي المؤسسات لا يوازي قوتها، منبها في الوقت نفسه إلى أن الأسرة لا يجب عليها أن تنتظر الآخرين لأداء أدوارها الاجتماعية، مسجلا محاربة الرأسمالية لنظام الأسرة بسبب استقلاليته.