بودحين: كارثة دمنات تفضح نكث “أخنوش” لوعوده الانتخابية وتفرض إيلاء الاهتمام بهذه الجهة الضحية

قال عبد الواحد بودحين، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة، إن كارثة حادثة دمنات، التي راح ضحيتها 24 مواطنا، تَفرض على الحكومة والمجالس المنتخبة إيلاء مزيد من الاهتمام بالجهة الضحية، لتحقيق نوع من العدالة المجالية بين جهات المغرب وأقاليمه.
وذكر بودحين لـ pjd.ma، أن هذه الفاجعة التي أصابت دمنات، زاد من هولها كون الضحايا من دوار واحد تابع لآيت تملِّيل قيادة فطواكة أزيلال، بمعنى أن الموت دخل جميع بيوت الدوار، فمن يعزي من؟ فالدوار جميعه مأثم جماعي.

الحزب يعزي
واسترسل، إننا لا نملك باسم حزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة، إلا أن نتقدم بخالص العزاء وألطف المواساة، لأهل الضحايا وذويهم سائلين المولى جلت قدرته، أن يرحم الضحايا، ويعظم أجر أهل الدوار المفجوع، ويربط على قلوبهم في هذا المصاب الجلل.
وذكر المتحدث ذاته، أن هذا الحدث المهول، تفصله سنة واحدة عن مثيل له بنفس الجهة كان نتيجة انقلاب حافلة ركاب للنقل المصنف، قرب مدينة خريبكة، والحصيلة ساعتها كانت ثقيلة كذلك.
وبعيدا عن استغلال الفاجعة لاتهام جهة أو جهات ما بالحادثة، دون تبين أو تدقيق، لابد من الإشارة إلى أن تحقيق السلطات المختصة ذكر أن الحادث كان بسبب السرعة المفرطة، والحمولة الزائدة، وكذا الحالة الميكانيكية للمركبة، خاصة وضعية الفرامل.

خصاص مهول
واسترسل بودحين، ونحن في حزب العدالة والتنمية، بجهة بني ملال خنيفرة، بقدر ما نستعظم الحدث، ونستشعر ثقل الفاجعة، بقدر ما تهمنا جهتنا، ونتألم مع ساكنتها، ونأسف لحجم الخصاص الكبير المتراكم بحقها والمُعَمِّقِ لتهميشها منذ عقود خلت، مما يكون من أسباب كل الكوارث الجارية.
وقال المسؤول الحزبي، إنه رغم المجهودات المبذولة في العشرية الثانية من القرن الجاري، مع حكومتي العدالة التنمية، حيث انطلقت أوراش متعددة لاستدراك ما فات، ومنها استكمال ورش الطريق السيار، وتأهيل المطار، والربط ما بين جهتي درعة تافلالت وبني ملال خنيفرة، بإحداث الطريق الوطنية رقم 12، القصيبة تنغير عبر إملشيل المخترقة لعرض جبال الأطلس، والعديد من الشرايين الطرقية والقناطر الطرقية لفك العزلة، إلا أن الخصاص كان أعظم وأفحش.
ونبه بودحين إلى أن السلطة الولائية والترابية السابقة، والتي عتت في الجهة فسادا وريعا، والتي سَيَّسَت كل شيء، كانت حجرة عثرة أمام تحقيق المزيد من تطلعات الساكنة، بخلاف السلطة الولائية الحالية، والتي تبذل جهودا كبيرة لتصحيح الكثير من السلوكات الفاسدة والريعية السابقة، وفتح العديد من الأوراش.

كارثة 8 شتنبر
شدد بودحين أن وصول منتخبين لا يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم خلال 8 شتنبر، عمق من أزمات وإشكاليات جهة بين ملال خنيفرة.
وقال المسؤول الحزبي الجهوي إن الجهة ابتُلِيَت في كارثة الثامن من شتنبر 2021 بنخبة سياسية الفاسدة، التي وضعت يدها على المجالس والمال العام، بلا أمانة ولا كفاءة.
وتابع، ولم تكن هذه النخبة الفاشلة في مستوى حجم الخصاص الكبير الذي تعاني منه الجهة عموما وإقليم أزيلال خصوصا، نظرا لشساعته وصعوبة تضاريسه.
وأوضح بودحين أن المجالس التي جاء بها استحقاق 8 شتنبر تبقى في حكم التفريط عن سبق إسرار وترصد، وبالتالي تكون سببا لكل بلاء، منتقدا في هذا الصدد ضعف نجاعة المشاريع المنجزة وجودتها ودرجة موافقتها لدفتر التحملات، كما وكيفا.
واعتبر أن هذا الأمر يبقى من الثغرات الحقيقية التي تعاني منها أغلبية المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز، خاصة التي تشرف عليها المجالس المنتخبة جهويا، إقليميا ومحليا، والتي لا تملك النزاهة والشفافية والصدق والأمانة في متابعة تلك المشاريع، لأن هذه النخب المغشوشة بكل بساطة، إما هم أباطرة انتخابيون، أو وسطاء متملقون ومتورقون في المواسم الانتخابية.
ومع هؤلاء، يردف بودحين، تضيع المتابعة والإتقان للمشاريع، مما يعرض المواطنين للخطر نتيجة الإهمال والغش في تمام وإتقان الأشغال، داعيا إلى الكف عن تحويل الجهة إلى سوق انتخابوية تنتج الفساد وتتسبب في الكوارث الحاصدة للضحايا.
وأضاف، يجب أن لا ننسى كون رئيس الحكومة عزيز أخنوش دشن حملته الانتخابية السابقة لآوانها المعنونة ب (مئة يوم ويوم، بمئة مدينة) من أعالي أزيلال بآيت بوكماز، لكن لم نر منه اهتماما بالجهة، والتي ما تزال ساكنته تتخبط في عسر الحال، وغلاء المحروقات، والتي لا تزيدها مثل هذه الفواجع إلا ضيقا على ضيق.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.