تفاعلا مع بلاغ شبكة شعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية، إثر رفض وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، لكل مقترحاتها لإصلاح الشعبة، واختياره لنهج اقصائي وأحادي وفوقي في فرض هذا الإصلاح، تساءل الباحث الأكاديمي محمد عوام، عن ما يريده الوزير ميراوي ذو الجنسية الفرنسية من شعبة الدراسات الإسلامية؟
واسترسل عوام في مقال رأي نشره عبر صفحته بفيسبوك، 16 غشت 2023، هل يريد ميراوي طمس هويتها العلمية الإسلامية أم هو في حرب على الثوابت الدينية للأمة المغربية؟
وأضاف المتحدث ذاته، قبل أمس أصدرت شبكة شعب الدراسات الإسلامية بيانا تستنكر فيه الإصلاحات التي تريد الوزارة الوصية فرضها على الشعبة، دون مشاركة رجالاتها في هذا الإصلاح، مما يعني أن وزارة ميراوي لا تكترث بالطاقم الجامعي في المشاركة لبلورة تصور صحيح حول إصلاح شعبة الدراسات الإسلامية.
وتابع، وهذا يعني أيضا أن هناك نية مبيتة لوزارة ميراوي ترمي القضاء على الجانب العلمي الذي ترسخ في هذه الشعبة منذ تأسيسها، وإغراقها في متاهات بعيدة عنها وعن تخصصها، مما يجعل المتتبع يتساءل عن مصداقية المحافظة على هوية المغرب وثوابته، متسائلا: أليس ذلك ضربا من خلف لإمارة المؤمنين وإسلامية الدولة الثابتة بنص الدستور؟
وأضاف، نحن نرى أبعد من كل هذا، ونحذر من عواقبه الوخيمة، وهو أن إفراغ شعبة الدراسات من محتواها العلمي الأصيل، معناه استدعاء كل ما هو دخيل، ودفع طلبة العلم وغيرهم ليتلقوا دينهم عبر المواقع المملوءة بالكوارث.
وأوضح عوام أن هذا الأمر سينتج عنه تشكيل عقول الطلبة عبر شبكات مواقع التكفير والداعشية البغيضة، بدل من أن يتلقوا العلم عن علماء الشريعة والدراسات الإسلامية، المشهود لمعظمهم بالكفاءة العلمية والمهنية والتربوية والبيداغوجية، وأكثرهم يتعاونون مع وزارة الأوقاف بالخطب والوعظ والإرشاد، وبعضهم أعضاء في المجالس العلمية، سواء المحلية منها أو الأعلى.
وحذر عوام “من التيار العلماني المتطرف، وأبناء فرنسا الموالين لها”، كما حذر “من هذه الخطوات الهوجاء الغير منضبطة، التي تفضي إلى ما لا تحمد عقباه في قادم الأيام، بإنشاء جيل فاقد الهوية، غير مكترث بالثوابت، وسيكون وبالا على الجميع”.
وعن خلفيات هذا التوجه، قال عوام إن الوزير ومن معه، إن كانوا يعتقدون أنهم بهذا سيقضون على الحركة الإسلامية بتجفيف منابع الدراسات الإسلامية والشريعة، فهم واهمون إن لم أقل بلداء، لأن شعبة الدراسات الإسلامية لا علاقة لها بالحركة الإسلامية، ومعظم طلابها لا علاقة لهم بالحركة الإسلامية.
وأضاف، وإني لأستغرب ممن يحمل جنسية فرنسية، يريد أن يفرض رأيه على الأمة المغربية، بإلغاء ما هو من صميم ثوابتها ووجودها ومقوماتها الحضارية، فيعاكس بذلك الإرادة الملكية وما عليه المغاربة قاطبة، فيتصرف كأنه يتصرف في ملك أبيه أو أجداده، دون أي اعتبار للأمة وعلمائها فضلا عن رئاسة المجلس العلمي الأعلى الذي هو ملك البلاد.
لهذا، يقول عوام، ينبغي إيقاف هذا الفساد وليس إصلاحا، وفتح باب الحوار مع شعب الدراسات الإسلامية، بدل عدم استقبالهم من قبل الوزير، وإلا على شبكة شعب الدراسات الإسلامية في نظري أن توجه خطابا لأمير المؤمنين، وتطلب منه التحكيم.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا