الأندلوسي: رغم المنجزات المهمة لبلدنا إلا أن مسار بنائنا الديمقراطي لم يكتمل بعد
قال نبيل الأندلوسي، المستشار البرلماني السابق، إنه رغم المنجزات المهمة التي حققها المغرب على عدة مستويات، في 24 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، خاصة على مستوى المشاريع المهيكلة الكبرى والبنية التحتية والشبكة الطرقية والموانئ، إلا أن مسار البناء الديمقراطي مازال لم يكتمل.
وشدد الأندلوسي خلال مشاركته في برنامج “امسوار كثمورثينو” الذي بث على أمواج الإذاعة الأمازيغية، الثلاثاء 22 غشت 2023، أن استكمال هذا المسار يحتاج إلى تضافر المجهودات من مختلف الفاعلين لتحصين هذا الخيار الدستوري، وتجاوز المعيقات، وإقرار فعلي لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وقال الفاعل الحزبي والسياسي إن جلالة الملك لا يحكم وحده، وإنما هناك فاعلون آخرون يفترض أن يقوموا بأدوارهم الدستورية والتأطيرية، خاصة الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات المدنية والنخب المثقفة، وهو ما يستوجب إعادة الاعتبار للسياسة، كممارسة وتمثل، مع تأكيد أهمية الحرص على نزاهة العملية الانتخابية، التي لا معنى للديمقراطية التمثيلية بدونها.
وذكر الأندلوسي أن من معيقات تحقيق بعض الرؤى الملكية، وجود مسؤولين فاشلين في مناصب حساسة، عاجزين عن تجسيد هذه التصورات، وأحيانا معيقين لها.
واسترسل، وأنا كأحد أبناء مدينة الحسيمة أعطي كمثال على ذلك من هذه المدينة، حيث نجد بعض المشاريع التي دشنها جلالة الملك غير مشغَّلة، ومنها على سبيل المثال، مشروع المركب السوسيو رياضي، الذي دشنه جلالة الملك منذ أزيد من عشر سنوات.
وجوابا على سؤال أهمية تفعيل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، ذكر الأندلوسي أن أدوار هذا المجلس حددها الدستور من خلال الفصل 33 الذي نص على أن السلطات العمومية موكول إليها، من خلال هذا المجلس، اتخاذ التدابير الملائمة لتوسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد.
وتابع، كما نص أن من أدواره “مساعدة الشباب على الاندماج في الحياة النشيطة والجمعوية، وتقديم المساعدة لأولئك الذين تعترضهم صعوبة في التكيف المدرسي أو الاجتماعي أو المهني، وتيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم والتكنولوجيا، والفن والرياضة والأنشطة الترفيهية، مع توفير الظروف المواتية لتفتق طاقاتهم الخلاقة والإبداعية في كل هذه المجالات”.
وأضاف الأندلوسي، واعتبر الفصل 170 أن المجلس بمثابة هيئة استشارية في ميادين حماية الشباب والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية.
وقال الفاعل السياسي، إن هذا المجلس هو مكلف أيضا بدراسة وتتبع المسائل التي تهم هذه الميادين، وتقديم اقتراحات حول كل موضوع اقتصادي واجتماعي وثقافي، وكل ما يهم مباشرة النهوض بأوضاع الشباب والعمل الجمعوي، وتنمية طاقاتهم الإبداعية، وتحفيزهم على الانخراط في الحياة الوطنية، بروح المواطنة المسؤولة، مشددا على الحاجة إلى إخراجه في أقرب الآجال، بالنظر إلى الأهداف والغايات المحددة لهذا المجلس.
وخلص إلى إن الشباب هم قوة مجتمعية، وهم أيضا محرك كل فعل تغييري وإصلاحي، لذا، يردف الأندلوسي، الاهتمام بهذه الفئة واجب وطني يحتاج لبلورة سياسة عمومية إلتقائية ومندمجة بين مختلف القطاعات الوزارية.