سنتين على محطة 8 شتنبر.. الأندلوسي: حكومة “أخنوش” من أفشل التجارب الحكومية وتقود البلاد إلى انفجار اجتماعي
قال نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إن الذكرى الثانية لانتخابات 8 شتنبر هي مناسبة للتذكير، أن هذه الحكومة من أفشل التجارب الحكومية في فترة حكم الملك محمد السادس، ومن الصعب أن تستمر بهذا المنهج لكون طاقة تحمل الفئات الهشة والطبقة الفقيرة وحتى المتوسطة، وصلت مداها أمام الارتفاع المهول في الأسعار، وغياب الحكومة عن البحث عن حل لهذه الإشكاليات.
وشدد الأندلوسي في تصريح خص به pjd.ma، أن هذه التجربة الحكومية قتلت ما تبقى من أمل في السياسة، وكرست اللاثقة ما بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وهذا الأمر، إذا لم يستدرك يقول الأندلوسي، “ستكون له عواقب وخيمة على الإستقرار السياسي لبلادنا”.
ويرى المتحدث ذاته، أن حكومة 8 شتنبر تقود البلاد إلى انفجار اجتماعي، بسبب الوضعية الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات إلى مستويات قياسية، معتبرا أن التعديل الحكومي لا يمكنه الجواب على هذا الإشكال البنيوي، لحكومة مصطنعة.
ومن وجهة نظره، فإن حكومة عزيز أخنوش أبانت عن ضعف في تدبير شؤون الدولة والمواطنين، وتنصلت من كل التزاماتها ووعودها الانتخابية، مردفا “أين هي 2500 درهم كزيادة عامة في أجور الموظفين، وأين هي 1000 درهم كمدخول شهري للمسنين، وأين هي 7500 درهم كأجور للأساتذة في بداية مشوارهم المهني، وغيرها من الوعود التي أطلقتها الأحزاب المشكلة لهذه الحكومة”.
وأبرز رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن ضعف وفشل الحكومة لا يتجلى فقط في عدم الالتزام بالوعود الانتخابية، وإنما في ضعف التواصل مع المواطنين، لدرجة أن معظم الوزراء غير معروفين لدى الرأي العام، وهو مؤشر في حد ذاته دال بقوة على فشل هؤلاء الوزراء وهذه الحكومة.
الذكرى الثانية لانتخابات الثامن من شتنبر، هي إذن حسب الأندلوسي، محطة ليتذكر المغاربة أنه، رغم الإنجازات المهمة التي حققتها بلادنا على مستوى المشاريع الكبرى والبنية التحتية المنجزة والانتصارات الدبلوماسية، إلا أن مسار الانتقال الديمقراطي على المستوى الداخلي، لازال يحتاج لنضالات وإلى تدافع القوى السياسية والنخب المثقفة من أجل تحقيق الديمقراطية المنشودة، والتي يبقى أهم مداخلها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة وحرة، يصوت فيها المواطنون بكل حرية وبعيدا عن تدخلات وزارة الداخلية والمال السياسي.
ويرى المتحدث، أن هذا الأمر لم يتحقق، مع كامل الأسف، في انتخابات الثامن من شتنبر، التي أفرزت لنا تمثيلية في البرلمان والمجالس، لا ترقى لمستوى انتظارات المواطنات والمواطنين، بعدما تم تكريس العبث بالإرادة الشعبية وصناعة خارطة على مقاس مهندسي هذه الانتخابات.