[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

زلزال الحوز.. الشعباني: المغرب في أمان لأن ثقافة التعاون والمساعدة “متجذرة” فيه

منذ أن أعلن المغرب عن تعرضه لهزة أرضية بـ7 درجات على قياس سلم ريشتر مساء يوم الجمعة الماضي، وما خلفه من كوارث وضحايا وخسائر مادية، هب المغاربة بجميع أطيافهم للتكافل والتضامن وتقديم يد المساعدة للمتضررين.
علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع، في قراءته لسلوك التعاون والمساعدة، قال إن هذه “الهبة” القوية نحو التضامن ومساعدة المتضررين من الزلزال ليست غريبة على المغاربة الذين تربوا وترعرعوا على فعل الخير، وأضاف أن المغرب في أمان لأن ثقافة التعاون والمساعدة “متجذرة فيه”.
وأبرز الأستاذ الشعباني، أن الملاحِظ غير المعتاد على قيم التعاون والتكافل الاجتماعي ومن لا يعرف المغاربة قد ينبهر، مستدركا أن هذا السلوك عاد جدا، “لأن الإنسان المغربي منذ طفولته يتعود على مثل هذه الأمور داخل بيته وحيه وقريته وفي مدينته وفي أي مكان كان، حيث يلاحظ مثل هذه الأمور التي تعبر عن قيمة التضامن الاجتماعي”.
وأضاف في تصريح لـpjd.ma،أن حالة التضامن القوي التي ظهرت مع زلزال 8 شتنبر، إنما تعبر عن ذلك المخزون الثقافي القيمي التربوي عند الإنسان المغربي، مشيرا إلى أن المغاربة مروا من تجارب أخرى كثيرة ولاحظنا هباتهم على التضامن، واستشهد في هذا الصدد، بفيضانات أسني وجائحة “كوفيد 19” وقبله زلزال الحسيمة، والطفل ريان في شمال المغرب.
فالمغاربة، يؤكد أستاذ علم الاجتماع، صغيرهم وكبيرهم غنيهم وفقيرهم يتسابقون لفعل الخير والتضامن، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو تعبير صريح على قيمة التضامن التي يتشبع بها المغاربة.
ويرى المتحدث ذاته، أن قيم التعاون والتضامن يتشربها المغربي من حليب أمه، أي “عندما ترضع الأم هذا الطفل ترضع معها هذه القيم”، وأضاف أن هذا الأمر يتجسد أيضا حتى في عملية إرضاع الأم لأطفال آخرين غير أطفالها.
واستطرد أن “الإنسان المغربي يضع دائما نفسه مكان الإنسان المتضرر، لأنه يعتقد، أنه ربما قد يكون في مكان الإنسان المتضرر ويحتاج إلى مساعدة، لذلك يقول سأتضامن مع أبناء وطني”.
وبيّن المتحدث ذاته، أن المغاربة لا يحتقرون من المعروف شيئا ويساعدون بأبسط الأشياء من أغطية وملح وأكل وشرب وغيره، وأضاف أن المغاربة وهم يقدمون مثل هذه المساعدات “فهم يحسون بهذا العمل من خوالج قلوبهم، ويعتبرون أن هذه العملية ليس فقط فرضا دينيا أو تربويا، وإنما قضية وجود.. لأنه علينا أن نفكر في ذلك الإنسان الذي فقد أهله ومنزله ومتاعه وكل ما يملك، فأصبح الآن عاريا تحت السماء لا يملك أي شيء.، فهذا الإنسان هو الذي يجب أن ننظر إليه ونحس به ونواكبه ليس فقط ماديا ولكن أيضا نفسيا..”.
ويعتبر أستاذ علم الاجتماع، أن الدعم لا ينبغي أن يكون ماديا فقط وإنما يجب أن يكون معنويا ونفسيا وخاصة المصاحبة، “ولا نريد أن يشعروا بالعزلة والتهميش وأنهم لوحدهم، بل علينا أن نشعرهم أن الكل من ورائهم ويحس بهم والكل مستعد لأن يساعدهم ويتضامن معهم بكل ما أوتي، فهذه هي الأخلاق المغربية” يقول المتحدث.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.