يصادف اليوم ذكرى توقيع اتفاق “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال “الإسرائيلي”، إذ تمخض عن الاتفاق، الذي وقّع بالعاصمة الأمريكية واشنطن، في 13 شتنبر 1993، إقامة سلطة فلسطينية، غير أنه وبعد مضي نحو 30 عامًا على توقيع هذا الاتفاق، لم يحقق أي من أحلام الفلسطينيين بالسلام أو الدولة والعودة وأصبح ميتا ولم يتبق منه إلا ما يخدم مصالح الاحتلال “الإسرائيلي” وفئة متنفذة في السلطة.
شرعنة للاحتلال الصهيوني
في هذا الصدد، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فشل حكومات الاحتلال المتعاقبة في “كسر إرادة وصمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من عزيمة مقاومتنا في قطاع غزّة وعموم الضفة الغربية المحتلة، بفضل وحدة شعبنا ومقاومته، وهو ما يؤكّد مجدّداً أنَّ خيار المقاومة الشاملة والوحدة الوطنية هو السبيل لانتزاع الحقوق كاملة غير منقوصة”.
ودعت حركة حماس في بيان صحفي اليوم الأربعاء 13 شتنبر، إلى تعزيز الوحدة والشراكة الوطنية والتوافق على برنامج نضالي في مواجهة الاحتلال ولتحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة، وأضافت أن التفاف شعبنا في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات واحتضانه الكبير لمشروع المقاومة يبعث برسالة إجماع على المقاومة والثورة سبيلاً نحو التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ما يرسخ حقيقة أنَّ الرّهان على مشاريع التسوية والتفاوض ما هو إلاّ محض سراب ووَهْم.
وجددت رفضها لكل الاتفاقيات التي تتنازل عن ثوابتنا وحقوقنا الوطنية؛ داعيةً قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى إعلان فشل اتفاقيات “أوسلو” وانتهاء الالتزام بها، وسحب اعترافها بالكيان الصهيوني المحتل، والعمل مع الكل الوطني لترتيب البيت الفلسطيني، وإنجاز الشراكة الوطنية الحقيقية، عبر التوافق على استراتيجية وطنية جامعة وبرنامج نضالي في مواجهة الاحتلال الصهيوني الفاشي، حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة.
وأشارت الحركة إلى أن اتفاقية أوسلو، “حيكت خيوطها خدمة للاحتلال الصهيوني ومشروعه الاستيطاني والتهويدي على أرضنا، حيث لم يجن منها شعبنا الفلسطيني سوى المزيد من الآلام والمعاناة والمآسي، وأصبحت عبئاً كارثياً يتحمّل مسؤوليته كلّ من شارك فيه، ليتأكد مجدّداً مستوى الضياع وانسداد الأفق السياسي الذي تتخبّط فيه القيادة المتنفذة في السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، لاستمرار تمسّكها بمسلسل التفاوض العبثي وسياسة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، وارتهانها لما تمليه عليها القوى المعادية لشعبنا وحقوقه، بعيداً عن التوافق والشراكة الوطنية”.
طعنة لقضية فلسطين
ومن جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن “اتفاق أوسلو هو طعنة لقضية فلسطين وشعبها فقسّم الأرض ومزق الشعب، وحرف القضية من المطالبة بكامل أرض فلسطين وعودة أهلها إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم إلى استجداء المطالبة بدويلة على حساب آلام شعب وبقايا أشلاء وطن، مشددةً على أن تصعيد المقاومة ومداومة الاشتباك هي الرد الفعلي.
وقالت الحركة في بيان صحفي أصدرته اليوم الأربعاء، “تحل علينا اليوم الذكرى الثلاثون لتوقيع اتفاق أوسلو المشؤوم، الذي اعترف بالكيان الصهيوني على الجزء الأكبر من أرضنا، وارتضى أن يكون الجزء الباقي أرضاً متنازعاً عليها، مقابل سلطة حكم ذاتي محدود”.
وأوضحت، أن “الاتفاق أزال من وجه المطبعين العرب كل حرج، وسهل لهم كل سبيل، ومهد لهم كل طريق، وفتح لهم كل باب، للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، بل ومنحهم الذريعة بأن أصحاب القضية أنفسهم قد طبعوا، وهي ذريعة يرددها أصحاب الأجندات المشبوهة، وما كان لهم أن يتفوهوا بها لولا خطيئة أوسلو”.
وأكدت أنه “بعد مضي ثلاثين عاماً على الاتفاقية المشؤومة، عجز أصحابها ومروجوها عن تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي أعلنوها، وأدخلوا قضيتنا وشعبنا في نفق مسدود، بل وجروا شعبنا إلى مربع الانقسام الداخلي البغيض. ومع ذلك، لا يزال هناك من يتمسك بمندرجاتها ويراهن على تبعاتها ويشارك في نتائجها”.
هذا وشددت حركة الجهاد على “أن التوقيع على هذه الاتفاقية، وما سبقها من اعتراف بالكيان الغاصب، وما لحقها من اتفاقات، ومنها إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني تحت شعار تعديله، لا يمثل شعبنا الفلسطيني، ولا يلزمه بشيء”.
كما شددت على “عدم الاعتراف بكل مندرجات أوسلو، ورفضنا لكل ما نتج من انقسام داخلي، وتقسيم للأرض، وتمزيق للشعب، وتشويه لقضيتنا المحقة، وتعريض مقدساتنا لخطر التهويد، رافضةً بالدرجة الأولى كل أشكال التواصل والتنسيق مع العدو، وفي مقدمها التنسيق الأمني المدنس”.
وأضافت الحركة: “هذا اليوم، يوم مشؤوم في تاريخ القضية الفلسطينية، وندعو أبناء شعبنا إلى تصعيد المقاومة، ومداومة الاشتباك مع الكيان الصهيوني على امتداد أرضنا من نهرها إلى بحرها، تأكيداً على وحدة شعبنا، وتمسكاً بأرضنا كاملة غير مجزأة ولا منقوصة”.
وختمت الحركة داعية الشعوب العربية والمسلمة إلى “التمسك بمقدساته في أرضنا المحتلة، ورفض كل أشكال التطبيع والاعتراف والتعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني، بكل الوسائل والسبل”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا