عن خرجة ماكرون.. أحمد نور الدين: مخاطبة رئيس دولة لشعب دولة أخرى غير مقبول ولا يحترم الأعراف الدبلوماسية

أثار توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لخطاب إلى الشعب المغربي، الجدل في صفوف المتتبعين وأيضا غضب المغاربة، الذين عبروا عن امتعاضهم إزاء هذا الخطاب، الذي اعتبروه تطاولا على “السيادة المغربية” ولا يحترم الأعراف الديبلوماسية.
الخبير في العلاقات الدولية وعضو المجلس المغربي للشؤون الخارجية، أحمد نور الدين، قال في تصريح لـpjd.ma، إن مخاطبة رئيس دولة لشعب دولة أجنبية بشكل مباشر “أمر غير مقبول، ولا يحترم الأعراف والقواعد المرعية في العلاقات الدبلوماسية بين الدول”.
واستدرك قائلا “لكن في حالة الرئيس ماكرون أظن أنه استدرك الأمر في نفس الخطاب، وفسر من المعني بخطابه، حين قال بأنه يقصد “العائلات التي تعيش بين فرنسا والمغرب”، بمعنى آخر يقصد المغاربة المقيمين بصفة طويلة في فرنسا إما للعمل أو الدراسة أو غيرها من الأسباب وهم يقدرون بحوالي مليون مغربي، منهم من يحملون الجنسية الفرنسية، من هذا الباب من حقه أن يخاطبهم مباشرة كجالية مقيمة فوق أرضه وخاضعين للقانون الفرنسي”.
وأوضح أحمد نور الدين، أن الرئيس الفرنسي ماكرون هو “رئيس منحوس” بالدارجة المغربية، أي أنه دائما ما يثير المشاكل في الوقت الذي يريد فيه أن يحلها، ويثير الحفيظة والغضب في الوقت الذي يريد التهدئة، وهذا يسري بحسبه أيضا على تدبيره للشأن السياسي الداخلي لفرنسا، كما يسري على تدبير علاقات فرنسا الخارجية ليس مع المغرب فحسب ولكن حتى مع حلفاء باريس، مستشهدا بالأزمات غير المسبوقة مع إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة والتي بلغت حد سحب السفراء في بعض الحالات.
وتابع، أنه خلال تلك الكلمة القصيرة التي لم تتجاوز الدقيقتين، حرص ماكرون على التأكيد على احترامه للقرار السيادي لجلالة الملك وللحكومة المغربية وكرر ذلك مرتين، وأضاف أنه يقف إلى جانب المغرب اليوم وغدا، وأنه يضع المساعدات رهن إشارة الحكومة والشعب المغربيين على المدى الطويل، وفي المجالات التي تراها الحكومة المغربية مناسبة، مضيفا أن “الموضوعية تقتضي أن نقول بأن كلمة الرئيس الفرنسي كان فيها الكثير من التضامن مع ضحايا زلزال الحوز، وكان فيها كثير من اللباقة والاحترام لملك المغرب وحكومته ولشعب المغرب”.
ويرى عضو المجلس المغربي للشؤون الخارجية، أنه يجب ألا نخلط كل الأوراق، ونتعامل بما يقتضيه المقام، وهذا لا يعني بحسبه أنه ليست هناك قضايا استراتيجية بالنسبة للمغرب، على فرنسا أن تقوم فيها بالمراجعات السياسية الضرورية، وعلى رأسها الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه الغربية، خاصة وأن فرنسا كانت شريكة لإسبانيا في جريمة تقسيم آراضي المملكة واقتطاعها سواء في الصحراء الشرقية أو الغربية، وكما” قلت دائما لولا تدخل الجيش الفرنسي لفك الحصار عن الجيش الإسباني في العيون في معركة إكوفيون سنة 1958 لكان جيش التحرير المغربي قد استكمل تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قبل استقلال الجزائر التي تحتضن وتمول وتسلح الانفصاليين، ولكن فرنسا كانت تعلم أن تحرير الصحراء الغربية المغربية كان يعني تحول جيش التحرير المغربي نخو تحرير الصحراء الشرقية التي ضمتها باريس إلى الجزائر الفرنسية آنذاك”.
وشدد على أنه “علينا أن نستمر في الضغط على فرنسا لتصحيح الخطأ التاريخي في حق المغرب وحدوده الحقة والتاريخية، ولكن بالأسلوب الذي يحفظ مصالح المغرب ويتناسب مع مكانة المملكة المغربية التي لها حضارة وعمق تاريخي يقدر بأزيد من 12 قرنا، ولها تقاليد دبلوماسية وبعثات وسفراء لدى الدول الأوربية منذ ما لا يقل عن أربعة قرون”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. Lyaktini

    Je dis à Macron : pour qui tu te
    ?prends donc
    Le Maroc a un Roi libre pour prendre ces décisions et le peuple Mrocain n’a pas besoins de leçons qu’à part de son aimable roi qui le gouverne