بدا خطاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، متناقضا وغير منسجم، فهو من جهة دعا الى الحوار بين الدول وهي اللغة التي ما فتئ جلالة الملك يؤكد عليها لعودة المياه إلى مجاريها وتعزيز العلاقات بين الدولتين، دون أن يلقى أذانا صاغية من النظام الجزائري، ومن جهة أخرى، عاد لاجترار أسطوانته المشروخة بـ “تصفية نهائية لظاهرة الاستعمار في آخر مستعمرة إفريقية..”.
خطاب عدائي ومتناقض
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي إدريس قصوري، إن الخطاب الجزائري عموما سواء الرئيس أو الوزراء والمؤسسات هو خطاب تقليدي لا يخرج عن الإطار العام العدائي والتنازعي للمغرب في حقه وفي شرعيته التاريخية في أرضه، مضيفا أن المصطلحات التي ناور بها هي التي يوظفها اليوم فهو أسس “للبوليساريو” التي لا تملك شرعية ويريد أن يعطيها اليوم الشرعية، في حين أنه يدعي أن المغرب يؤسس شرعية على لا شرعية، وهذا خطاب متناقض يؤكد قصوري.
واعتبر المحلل السياسي في تصريح لـpjd.ma، أن خطاب الرئيس تبون بدعوته للحوار بين الدول، تضليلي ومتناقض وغير مؤسس وغير منسجم، وأضاف أن “قادة الدول ليسوا قادة صغار، ويفهمون ما يقع، وتبون بهذا الخطاب يريد أن يرجعنا إلى الوراء بعدما قطعت قضية الصحراء أشواطا مهمة”.
وأبرز المتحدث ذاته، تناقض خطاب تبون بخصوص قوله إنه مع الشرعية الدولية وقررات المؤسسات الدولية، مردفا “هو الذي يخرج عن هذه القرارات ولا يحترمها”، وأوضح أن القرارات الأممية اليوم من 2007 إلى اليوم تقول بأن هذه القضية عمرت طويلا وينبغي حل هذه الأزمة وفكها بالحوار والتوافق، على أرضية واقعية وحل منصف للجميع قابل للتطبيق وواقعي ودائما هذه هي القرارات التي كرست في الأمم المتحدة، في حين يأتي اليوم تبون ليقوض هذه القرارات ويعود بها إلى مرجعية متهالكة لـ 1991 ويفسرها بشكل خاطئ يستطرد قصوري.
إرادة للرجوع إلى الوراء والعرقلة
أما حديثه عن تصفية الاستعمار يضيف قصوري، فهو قول متناقض ولا أساس له لأن الأمم المتحدة اليوم تتحدث عن إيجاد حل متوافق عليه وحل سياسي بين الأطراف، “ثم كيف أنت دولة داخل الأمم المتحدة تؤسس للأمم المتحدة وتضرب قراراتها كأنها الدولة الوحيدة بهذه الهيئة وكأن الدول الأخرى لا تفهم شيئا، ثم أن تطور القضية وصل إلى مراحل متقدمة ولا يمكن الرجوع به إلى الخلف، ثم أنك تتحدث عن تصفية الاستعمار وتتحدث عن تقرير المصير، فتقرير المصير هو الاستفتاء، والاستفتاء هو الذي سيحدد مع أو ضد المغرب، أو مع أو ضد البوليساريو، وبالتالي لا مجال للحديث عن تصفية الاستعمار هنا”.
وشدد المحلل السياسي، على أن هناك إرادة للرجوع إلى الوراء والعرقلة وعدم التجاوب مع الأمم المتحدة ومع المبعوث الأممي في الوقت الذي يتحدث فيه “تبون” عن التجاوب مع الأمم المتحدة، مردفا “اليوم تبون لم يحترم الأمم المتحدة ولا قادة الدول وبالتالي فهو خارج التيار، و “لم يراع بأن اليوم عدم قبوله في البريكس من قبل الدول الصديقة له، لا جنوب افريقيا ولا روسيا والهند، يرجع بالأساس إلى عدم مصداقيته، وذلك حسب تعبير رئيس الدبلوماسية الروسية حين قال إن “الجزائر لا تمتلك مصداقية وتأثير، ولا تملك سمعة””، وأوضح المتحدث في هذا الصدد، أنه لا يمكن بناء مواقف معينة متعنتة خارج التيار والمناخ العام الدولي خاصة في القضايا الأساسية.
وقال قصوري، إنه على تبون أن “يراعي لنفسه في الأمم المتحدة كرئيس دولة، ويجب أن يعرف المستجدات والتحولات والتغيرات على المستوى الأممي، والاتجاهات الغالبة والتوافقات الموجودة واحترام قرارات الأمم المتحدة، وذلك من خلال خطاب منسجم مبني على معطيات، فأنت تقول تصفية الاستعمار وتقول الاستفتاء فهذا خطأ وتناقض، فممكن أن يربح المغرب القضية وآنذاك هل سنتحدث عن تصفية الاستعمار..” .
وشدد أن تبون “لا يترك حدود للأمم المتحدة لتدبير هذا الملف بشكل حر وعقلاني، فهو لا يحترم المؤسسات الأممية ولا يحترم تواجد الدول الأخرى التي لا تشاطره الرأي، ممكن أن تصرف مواقفك بدرجة من المرونة حسب المؤسسات التي تنتمي إليها، أما اليوم فالأمور لا تسايرك، ووقوفك أمام التيار خطير عليك، لأنه سيكسرك وسيعصف بك، ودائما الدول المتعنتة يتلقون ضريبة قاسية”.
[ After Header ] [ Desktop ]
[ After Header ] [ Desktop ]
رابط المشاركة :
شاهد أيضا