أكد جلالة الملك محمد السادس، أنه ما فتئ يعمل على تحصين الأسرة بالمشاريع والإصلاحات الكبرى، ومن بينها “ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي نعتبره دعامة أساسية، لنموذجنا الاجتماعي والتنموي”.
وأبرز جلالة الملك في الخطاب وجهه لأعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أن “الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، حسب الدستور، لذا نحرص على توفير أسباب تماسكها، مذكرا بأنه “في إطار هذه القيم الوطنية، التي تقدس الأسرة والروابط العائلية، تندرج الرسالة التي وجهناها إلى رئيس الحكومة، بخصوص مراجعة مدونة الأسرة”.
المدونة مؤطرة بمرجعية
رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية سعادة بوسيف، أعربت عن اعتزازها بهذا الانخراط القوي والنوعي للمؤسسة الملكية في ورش إصلاح المدونة والذي تأكد في الخطاب الأخير لجلالته بمناسبة افتتاح دروة البرلمان، حيث شدد على منظومة القيم والمرجعية المؤطرة لإصلاح مدونة الأسرة، كما تحدث عن الملحمة الوطنية التي سطرها الشعب المغربي لمواجهة ارتدادات زلزال الحوز.
وأوضحت بوسيف في تصريح لـpjd.ma، أن الخطاب تحدث أيضا عن الروح والقيم الوطنية التي تسري في كيان المجتمع، وأكد على أن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع حسب الدستور، وأن تفككها يفقد المجتمع البوصلة، ودعا إلى تحصينها بمشروع تعميم التغطية الاجتماعية وتنفيذه وحكامته، مبرزة أن هذه الترتيب المنهجي بين فقرات الخطاب مقصودة ومهمة جدا فبعضها يفضي إلى الأخرى في تناسق وتناغم قويين.
وأشارت في السياق ذاته، إلى أنه يصعب حصر دلالات الخطاب الملكي المتجددة بالنظر للسياقات الوطنية والإقليمية والدولية، قبل أن تضيف “أنه خطاب مؤسسة ملكية لمؤسسة تشريعية ومن خلالها لمؤسسات وطنية أخرى وبحضور ممثلين عن البنك الدولي، عنوانه الأبرز العمل والاستقلالية والمسؤولية”.
واعتبرت المتحدثة ذاتها، أن الخطاب الملكي دعوة صريحة للانخراط في هذا الورش الوطني (مدونة الأسرة) وفق الضوابط والمحددات التي عبر عنها جلالته وفي مقدمتها منظومة القيم التي تشكل المرجعية الموجهة والضامنة لنجاح كل الإصلاحات والأوراش ببلادنا.
وأبرزت رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، أن ورش تعديل الأسرة ليس ورشا مستقلا عن باقي الأوراش الإصلاحية، وإنما هو ورش له امتدادات في المجتمع وارتدادات على استقراره يؤثر ويتأثر، وهو عنصر فاعل في الحركات المجتمعية، باعتبار الأسرة النواة الأساسية الضامنة للاستقرار والمحصنة له من التفكك والانفلات من الهوية الوطنية والمرجعية الإسلامية.
مدونة لكل المغاربة
ودعت بوسيف في هذا السياق، إلى جعل ورش تعديل المدونة ورشا لخلق الاستقرار والوحدة بين مكونات المجتمع انتصارا للكلمة السواء التي دعا لها جلالته، ورسم معالمها وضوابطها بما يحفظ للمغرب استقلال قراره الوطني إزاء محاولات استهداف الأسرة، وعمليات السعي لتفكيكها وتحطيمها، كما “سيمكن بلادنا من إنجاز إصلاح حقيقي وفقا لمرجعية وخصوصيات المجتمع المغربي، وبعيدا عن أي إملاءات خارجية أو أجندات أيديولوجية” تقول بوسيف.
كما أن الخطاب الملكي تستطرد المتحدثة “فيه ارتفاع بالنقاش حول المدونة من ثنائية المحافظ والحداثي إلى الانخراط العملي والالتزام بجدولة معينة لتقديم المقترحات للجنة المعنية بتقديم المشروع لجلالته”، قبل أن تضيف أن خطاب جلالة الملك أجاب عن تساؤلات الشعب المغربي الذي كان يترقب بدوره هذه المحطة لتدشين مرحلة جديدة ومتقدمة لإصلاح ورش المدونة.