بنحمزة: تعديل المدونة يجب أن يحظى برضا المغاربة وأن يكون متوازنا ويحافظ على الوئام الاجتماعي
أكد العلامة مصطفى بنحمزة، أن البوصلة في أي تعديل حول مدونة الأسرة هي “الحفاظ على الوئام الاجتماعي”، مشددا على جوهرية قبول المغاربة بأي تعديل لا أن يقتصر القبول به على طيف منهم، أي أن تحظى برضا المغاربة.
وشدد العلامة بنحمزة في كلمة له خلال ندوة بعنوان: “مدونة الأسرة بين الآلية ومتطلبات الإصلاح“، السبت 21 أكتوبر 2023 بالرباط، بأن تعديل المدونة وفق هذه الشروط سيجعلها متوازنة، وستمكن من حل الإشكالات القائمة.
وأوضح المتحدث ذاته، أن التعديلات المطلوبة لا تنشأ بناء على مغرب افتراضي، بل بناء على الواقع المغربي، والذي يستوجب دراسة حالاته وفي كل مناطقه، أي أن يتم الأمر بشكل علمي ومدروس وعميق، لمطالب المرأة في الجبال والريف والبادية والمدن الصغرى والمتوسطة وغيرها، وليس فقط الاكتفاء برأي بعض نساء الرباط والدار البيضاء والقول بأنها آراء ومطالب نساء المغرب.
وشدد العلامة بنحمزة على حاجتنا الملحة إلى مرصد أو مؤسسة تضم جميع الأطياف والأصوات، والذين يفكرون في قضايا المجتمع ومشاكله بناء على دراسات معمقة ومتخصصة، وليست بناء على أقوال ومواقف وآراء شخصية وانطباعات.
ولأن العمق المجتمعي المغربي هو عمق متدين، وهو ما أبان عنه شبابه خلال مونديال قطر، ونساؤه في صبرهم خلال زلزال الحوز، يقول العلامة بنحمزة، فإن القانون في الظروف العادية يجب أن ينبثق عن فكر وضمير الجماعة، أي أنه غير مستجلب وغير مفروض، وهو ما يجب أن يتحقق في تعديل مدونة الأسرة.
وتوقف المتدخل عند بعض الظواهر الاجتماعية التي تهم المرأة، والتي تحتاج إلى علاج، ومنها وجود 8 ملايين امرأة دون زواج، قائلا إن هؤلاء النسوة لا نسمع من يتحدث عنهن، وكأن الأمر قدرهن المحتوم، في حين، نحن أمام ظاهرة تحتاج إلى إجراءات للمعالجة.
وأضاف، وأيضا إشكالية التعدد، فإن هناك من يقول لا للتعدد بإطلاق، في المقابل، أنا أعرف حالات كثيرة لنساء طريحات الفراش، وبتوافق مع أزواجهن يقبلن التعدد، ولا أعرف ما ضر هؤلاء الرافضين وما دخلهم حتى يضعوا أنفسهم مكان هؤلاء النساء ويقولوا لا نريد التعدد.
وذكر العلامة بنحمزة أن عدم تعدد الزواج هو نفاق عالمي، لأن هناك من له تعدد النساء على غير زواج، ثم يقول إن هذه حياته خاصة، فضلا عن ما ينتج عن هذا من أبناء بطرق غير شرعية وغيرها من النتائج السلبية.
وهنا تساءل المتحدث ذاته، هؤلاء الأطفال الذين يتولدون من علاقة غير شرعية، إلى أين يمكن أن يذهبوا؟ مشددا أنهم جزء من الواقع، وحياتهم كأطفال ونساء هي شر حياة يحياها الإنسان، والدليل هو ما رأيته بأم عيني وما يمكن أن تروه أيضا حين تذهبون إليهم في المستشفيات وفي دور الرعاية.
ودعا العلامة بنحمزة القائلين “لا زاوج دون 18 سنة” إلى العودة للواقع، والنظر إلى سن الزواج في العالم وفي كل الدول، وإن كان قد تم تحديده في 18 فقط أم أن لكل دولة نظامها الخاص، معبرا عن استغرابه من مثل هذه الدعوات.
وخلص المتحدث ذاته إلى التأكيد أن كل مطلب أو فكرة يمكن التفكير فيها ومناقشتها، شرط أن تكون بالمرونة، لا بالضغط والإكراه.