قال علي العسري، المستشار البرلماني السابق، إن السمة الحاكمة لطبيعة تدبير الحكومة للورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية هي “الارتجالية والتخبط”.
واعتبر العسري في حديث لـ pjd.ma، أن طبيعة تركيبة الحكومة وخلفيات أحزابها وضعف نخبها وانفصال غالبيتهم عن واقع المغاربة، سيؤثر سلبا أمام نجاح هذا الورش، وسيضيع عن الوطن فرصة تاريخية للارتقاء بقيمة وكرامة كل مواطنيه وضمان العيش الكريم لهم.
وتوقف العسري عند حالة يعرفها شخصيا، وهي لمسن من منطقة قروية، يسكن مع زوجته المسنة والمريضة، وليس له من دخل ولا أبناء، والذي اتصل به قبل أيام ليشتكي من توقف خدمة “راميد”، وهي الخدمة التي كان يستفيد منها لتطبيب زوجته.
وأردف، بل تمت مطالبته بأداء واجب شهري للاستفادة من التغطية الصحية، مع أن المعني يعيش غالبا على ما يجود به عليه بعض إخوانه، مشددا أن حالة هذا الشيخ قطعا ليست وحيدة ولا فريدة، بل مثلها آلاف الحالات، مما يُظهر حقيقة هذه الحكومة وبُعدها عن الشعب والمواطنين.
واسترسل، وإن كنت شخصيا لم اتفاجأ بهذا التخبط الذي تُدير به الحكومة هذا الورش، كما لن اتفاجأ أيضا بفشلها فيه، لأن هذا سيكون نتيجة طبيعية للتجريف السياسي والحزبي والقيمي لانتكاسة 08 شتنبر.
وذكر المتحدث ذاته، أن التخوف من فشل الحكومة من تنزيل الدعم المباشر للفئات والأسر الهشة، يجد مبرره أيضا في عدم قناعة رئيسها وزعيم حزبها الاغلبي بهذا التوجه، ومناهضته له خلال الحكوميتين السابقتين.
وأوضح، إذ لن ينسى المغاربة أن رئيس الحكومة الحالي جعل معارضة الدعم المباشر شرطا واقفا أمام رئيس الحكومة السابق الأستاذ عبد الإله ابن كيران سنة 2016، وهو ما تسبب آنذاك في “البلوكاج” الشهير، وحال دون تشكيل الحكومة لما يناهز ستة أشهر من طرف الأمين العام للحزب الفائز بالانتخابات وقتئذ.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا