[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

أبوعبيدة.. مرعب الاحتلال وصانع الأمل في النفوس

المحجوب لال


ينتظر العالم كلماته القوية والمباشرة، تلك التي تدفع العدو الصهيوني لأن يعيد حساباته، وتبث الأمل وتجعله يسري في أوصال الأمة، فتفرح لبشارات وإنجازات المقاومة، ويدخل الضيم والإذلال والحزن على الأعداء، في الداخل والخارج، إنه أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
في الخلفية البصرية المختارة بعناية لكل مقطع مصور يتم بثه لأبي عبيدة، تظهر جملٌ مقتضبة، صغيرة الحجم عظيمة المعنى، متدفقة الدلالة الإيمانية والسياسية على السواء، ومنها “لعدوهم قاهرين”، و”غزة مقبرة الغزاة”، و”ذلك وأن الله موهن كيد الكافرين”، و”نصر من الله وفتح قريب”، و”عبادا لنا أولي بأس شديد”، وغيرها.
حُق للبعض من أبناء الأمة أن يصفه بـ “وزير السعادة”، فما يصرح به يثلج صدور المحبين، ويشفي غليلهم، ويكسر جدار الحصار الإعلامي المفروض على المقاومة وفلسطين، بأن يقول حقيقة ما جرى من مقاومة، وما خلفته من ضحايا في صفوف العدو، في وقت تحاول فيه الآلة الدعائية الصهيونية تحويل الانتصارات الفلسطينية إلى انكسارات وهزائم، غير أن أبو عبيدة يقف لهم بالمرصاد، جدارا صلبا وسدا منيعا لا ينال كلامه التشكيك أو التأويل.
لقد بَشر الرجل أبناء فلسطين والأمة، بأن “المقاومة ما يزال في جعبتها الكثير”، وهدد العدو بأن “غزة ستكون مقبرة الغزاة”، وأكد أن “تبييض سجون الاحتلال هو الثمن الحقيقي للعدد الكبير من أسرى العدو”، وأن “رجال المقاومة لا يهابون الموت”.. بشريات بعضها يتلو بعض.
كلماته أيضا تُشعر المتخاذلين بهول موقفهم وجرمه تجاه ما يقع في فلسطين، ومنها قوله “لا سمح الله”، تلك الجملة التي أصبحت من أكثر الجمل تداولا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربية.
جملة جاءت في سياق مطالبة البعض بتدخل الجيوش العربية للدفاع عن غزة، فقال أبو عبيدة: “إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم، لا سمح الله”.
وهي بالحق كلمة صعبة، تُظهر حجم الألم الذي يعانيه الإخوة في فلسطين ليس من نار العدو وصواريخه وجرائمه، بل من الصمت العربي والإسلامي، أمام ما توافر لها بفضل الله من مقومات القوة، الاقتصادية والاستراتيجية والبشرية والعقدية، والتي وُضعت في غرفة الانتظار، انتظار يدفع كل غيور للتساؤل، إلى متى ولأي غاية؟
ومهما كان الجواب، وهو في جميع الأحوال سيكون قاسيا على أبناء الأمة الأحرار، فإن ما يبرد شيئا من النار المشتعلة في القلوب، والأحزان الساكنة في الصدور، أن الله بحكمته اختار لفلسطين رجالا أشداء على الأعداء، عقولهم راجحة ونفوسهم عالية وهمتهم للسماء، ولذلك حق للقائل إن أبوعبيدة ومن معه، يدافعون عن حريتنا وكرامتنا، وأننا بحاجة إليهم أكثر من حاجتهم لنا، كيف لا، وهم الذين مرغوا “هيبة” العدو في التراب يوم السابع من أكتوبر 2023، في معركة طوفان خالد وعصي عن النسيان، وأقاموا الحجة أن العزيمة هي ما ينقصنا، وأن “الجيش الذي لا يقهر” ليست سوى كذبة، وأن الحق ظاهر وإن طال الزمن، فمن شاء الارتقاء فما عليه سوى ركوب طريق المقاومة، ومن أراد الذلة والمهانة، فليمد لهم الظهر والقفا، تلك حقا هي المهانة الكبرى.
وفي الختام، فإن مشاهد الأطفال من أسر عربية عديدة، وهم يتابعون خطب أبوعبيدة، بعيون مبصرة وقلوب متيقظة، تؤكد أن الأمل باق مهما كانت الخضوب والصعاب، وأن الخير باق في الأمة إلى قيام الساعة، أليس هذا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.