التاريخ الدموي لإسرائيل .. فلسطين تخلد اليوم ذكرى مجزرة خان يونس قبل 67 سنة

يخلد الشعب الفلسطيني وأنصار قضيته العادلة، اليوم الجمعة 03 نونبر، ذكرى مجزرة خان يونس ورفح، التي اقترف إثمها جيش الاحتلال الإسرائيلي ما بين 3 و12 نونبر 1956، في وقت يواصل ارتكاب مجازر جديدة اليوم فوق الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.
وقد بدأت مجزرة خان يونس ورفح بعد أن توغلت قوات الاحتلال في قطاع غزة، إثر العدوان الثلاثي على مصر، وراح ضحيتها أكثر من ألف شهيد فلسطيني ومصري تم إعدام معظمهم ميدانيا.
حيث وثّق الصحفي والرسام الأمريكي جو ساكو المجزرة في كتابه المصور “هوامش في غزة” عام 2009، فيما لم يدرك أهل خان يونس آنذاك حجم المجزرة التي اقترفها الاحتلال إلا عندما سمح لهم بدفن الجثث لاحقاً لتتكشف أعداد الضحايا.

‪المجزرة
بدأت خيوط المجزرة بإلقاء الاحتلال منشورات من الطائرات تحذر السكان من مقاومة القوات الإسرائيلية، قبل أن تدفع بآلياتها العسكرية بشوارع خان يونس وتطالب عبر مكبرات الصوت بخروج الذكور من عمر 16 وحتى 50 عاماً.
وبينما أطلق الجنود الرصاص على المتجمعين بالساحات العامة بشكل عشوائي، لم ينج من بقوا بمنازلهم من القتل أمام أعين عائلاتهم، تحت نار القصف والإعدامات الميدانية.

قساوة وصدمة
ويروي عدد من شهود العيان في وثائق تاريخية، كيف اقتيد العشرات بساحة مدرسة من لدن الاحتلال الإسرائيلي، ثم أطلق الرصاص عليهم جميعاً بشكل عشوائي وسريع.
ورغم توثيق استشهاد نحو 520 مدنيا فلسطينيا بالمجزرة، فإن أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأقصى سامي الأسطل يعتقد أن الأعداد تتجاوز ذلك، إذا ما أخذ بعين الاعتبار الشهداء غير الموثقين وأضفنا إليهم أعدادا أخرى من الجنود المصريين والفلسطينيين.
ويصف الأكاديمي مجزرة خان يونس بالفريدة، كونها ارتكبت بإرهاب دولة إسرائيل المنظم وليس من قبل عصابات يهودية كما حال مذابح أخرى، كما أن معظم المذابح تحدث ليلا ولساعات محدودة، لكن خان يونس شهدت مذبحة في وضح النهار واستمرت لأيام عدة.
وبينما يذكر أستاذ التاريخ أن شهداء مجزرة خان يونس أكبر من ضعف شهداء مذبحة دير ياسين وعشرة أضعاف مذبحة كفر قاسم، يدعو لتشكيل لجنة وطنية لتوثيق المذبحة وتفاصيلها بشكل مهني من الناحيتين التاريخية والقانونية.
ولم تأت المصادر الإسرائيلية – بحسب الأكاديمي الفلسطيني – على ذكر مذبحة خان يونس، رغم أن قطاع غزة خضع للاحتلال الإسرائيلي كجزء من العدوان الثلاثي على مصر، بدءا من شهر نونبر 1956 وحتى مارس 1957 قبل عودة القطاع مجددا لحكم الإدارة المصرية.
ووثقت الأمم المتحدة مقتل 250 فلسطينيا في خان يونس، ولم تتحدث عن مذبحة اقترفها جيش الاحتلال بحق المدنيين أو تحمله أي مسؤولية، وبالتالي لم تقدم مذكرات قانونية لإخضاع أي من قادة الاحتلال للمساءلة بارتكاب جرائم حرب منذ المذبحة وحتى الآن.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.