في احتفالية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.. ابن كيران يشدد على وجوب التمسك بالدين والأسس التي قامت عليها الأمة المغربية
أكد الأستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الأمم والشعوب لا تعيش بالماء والخبز فقط، بل تعيش أساسا بالمعاني الكبيرة والملاحم والانتصارات، بل حتى في بعض الأحيان بالظروف الصعبة التي مرت منها.
وقال ابن كيران في كلمة له خلال احتفالية نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، 06 نونبر 2023 بالرباط، إن هذه المعاني تُكوِّن شخصية الانسان، لكي يرتبط ببلده ووطنه ويُعلم ذلك لأبنائه وأسرته، ويكون مستعدا إذا اقتضى الأمر أن يعيد الكرة، ويضحي كما ضحى الذين سبقوه، بوقته وماله وجسده ونفسه.
وشدد الأمين العام أن الوطن لا يعيش في ظل تراخي المواطنين، خاصة في هذا الزمن، حيث الجميع يتربص بالجميع، والجميع يطمع في الجميع، بل هناك من بدأ يتحدث عن إلغاء معظم البشرية حتى يعيش جزء منها في راحة.
وذكر ابن كيران أنه “لابد لنا كشعب مسلم أصيل، أن نعطي لهذه المناسبات الأهمية اللازمة والمناسِبَة”، واصفا المسيرة الخضراء بالحدث الأساسي، الذي يجب تدريسه لأبنائنا، وأن تتعدد أشكال الاحتفاء والتذكير به.
والغاية، وفق الأمين العام للعدالة والتنمية، هي أن يعرف الناس كيف تَكوَّن هذا البلد الممتد من طنجة إلى الكويرة، وكيف استُعمر وتَحرر، وأن يعرفوا مختلف الأحداث الأخرى، كموافقة الملك الراحل محمد الخامس على معركة التحرير ووثيقة الاستقلال، وكذا كيفية استرجاع طرفاية وسيدي إفني وغيرها.
وشدد ابن كيران أن هذه الأحداث كانت حاملة لمعانٍ كبيرة جعلت المغاربة يخرجون أفواجا لتسجيل أنفسهم للذهاب في رحلة لا يعلمون كيف كانت ستنتهي، في ظل علم الكثير أن الإسبان قد يقتلونهم، لكن ذلك لم يردعهم أو يؤثر في عزيمتهم.
وقال المتحدث ذاته، إن الملك الراحل الحسن الثاني تحدث قبيل انطلاق المسيرة عن شعار “الله والدين والقرآن معانا”، منبها إلى أن هذه الكلمات تحمل المعاني الأساسية التي بنت الأمة المغربية وتأسست عليها، وهي المعاني التي كونت تاريخنا وما تزال تضمن استمراره إلى الآن.
واعتبر ابن كيران أنه يجب أيضا معرفة الدين الإسلامي والمراحل التي مر منها الرسول الكريم في دعوته، وكيف انتشر هذا الدين الذي نَشر معاني الأخوة وأشاع الأمن بيننا، مشيرا إلى أن هناك من يحارب هذه المعاني ويحاول استعمار الشعوب من جديد.
وبعد أن توقف الأمين العام عند التهديد الذي تتعرض له الأسرة على الصعيد الدولي، ذكر أن استمرار واستقرار أمتنا ودولتنا رهين بالمحافظة على أسس قوتها، وعلى رأسها الدين الإسلامي.
وخلص إلى أنه يحب العمل على المحافظة على الأصالة والاستاذية التي ميزت الدولة المغربية العريقة، داعيا عموم الشعب المغربي إلى أن يكون في مستوى هذه المكانة، بالاستقامة والتمسك بالدين بطريقة معتدلة.