الشوباني يكتب: طوفان الأقصى: جذور النزال.. حتميات المآل.. وواجبات الحال.. !2/4
في وعي جذور النزال (2/4)
ثمة سؤالين لا يمكن القفز عليهما عند كل محاولة جدية لفهم أسباب نزول طوفان الأقصى:
السؤال الأول:ما هي الخلفيات الفكرية التي جعلت المقاومة الفلسطينية تفجر طوفان الأقصى في هذا التوقيت بالضبط، وبالإخراج البطولي – غير المسبوق في تاريخ حروب التحرير – الذي جعل العالم يهتز صبيحة 7 أكتوبر على وقعه الجارف الذي أعاد قضية احتلال فلسطين إلى صدارة الانشغال والتجاذب الدولي رسميا، وإلى قوة التفاعل والتضامن الشعبي عالميا، بعد أن تم إيهام كثير من عامة الناس ومن صناع القرار، أن القضية في طريقها إلى التصفية والطَّيِّ ..؟
للجواب على هذا السؤال البديهي والحيوي لفهم جذور طوفان الأقصى فكريا وعمليا، يمكن البيان بما يلي:
فكريا، ما من شك أن قادة المقاومة الفلسطينية أسسوا قرار طوفانهم على عقيدة سياسية ترى في النخبة المهيمنة عسكريا وسياسيا في الدولة العبرية، تصميما دينيا على استكمال آخر حلقات حلمها الصهيوني بانتزاع “مكان تحت الشمس“، وطي صفحة الصراع للأبد بإلغاء شيء يُدعى “حقوق الشعب الفلسطيني“، وطمر كل السرديات الأممية والعربية والفلسطينية التي تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعن حق اللاجئين في العودة إلى جزء من وطنهم المغتصب. وللعلم، فإن “مكان تحت الشمس” الذي تحلم به النخبة المهيمنة على صناعة القرار السياسي في دولة “إسرائيل”، ليس سوى عنوان الكتاب الذي ألفه بنيامين نتنياهو سنة 1993 وقدمه كبرنامج سياسي – إيديولوجي – استراتيجي في حملة انتخابية قادته نتائجها للفوز ثلاث مرات برئاسة الوزراء، والمكوث أطول مدة في سدة حكم “إسرائيل”، منذ 1996. وبحسب ما خطت يمينه في كتابه، فإن العقيدة السياسية لتحقيق الحلم الصهيوني تقوم على دعامة “الواقعية الهجومية” في التعامل مع الفلسطينيين والعرب والعالم؛ مفهوم هذه الواقعية الهجومية يعني تعظيم القوة والسيطرة وإلقاء كل التبعات على الآخر/العدو، ويتأسس على أن أمن إسرائيل غاية وجودية ومصيرية لا تحتمل الخطأ في التقدير أو في استعمال “قوة الردع المعتمدة على قوة الحسم” لجعل المستوطن الصهيوني – القادم من وطن أصلي آمن، لاحتلال أرض ومنزل مواطن فلسطيني أصيل– يرتبط ب”أرض الميعاد” لاعتبارات دينية أولا، ويرتبط بها أيضا لأنها أكثر أمنا وازدهارا من مَهْجَرِه، ولأنه بذلك فقط سيكون مساهما فعالا في بناء واستدامة وتفوق دولة الكيان الاستيطاني، وتوريثه لنسله الذي سيعيش فيه خالصا لليهود. أيضا، ووفق نفس المنظور الواقعي الهجومي ذي المضمون العنصري والتوراتي، فإن حق اليهود في كامل تراب فلسطين مطلقٌ يُلغي وجود شيء يسمى “الشعب الفلسطيني”، وأنَّ العرب هم من “أوجدوا هوية فلسطينية جديدة، وخلقوا بالأكاذيب، شعبًا جديدًا مختلفًا هو “الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة” ؛ كما أن شعار “الأرض مقابل السلام” لغو باطل، لأن فلسطين أرض يهودية خالصة “تَخرج مع كل ضربة فأس في أراضيها، بقايا من الماضي اليهودي” ؛ وأن على العرب أن يقبلوا تحت تهديد القوة بشعار بديل هو “السلام مقابل السلام”؛ وأن ليس أمام ما تبقى من الفلسطينيين سوى خيار وحيد هو القبول بالتهجير إلى الأردن ومصر، لأن وجود دولة فلسطينية يشكل “خطرًا مميتًا للدولة” ، ولأن “القول بأنَّ الأردن هي الدولة الفلسطينية، هو تعريف لوضع قائم موجود، وليس صياغة حقوق.كما أنه ليس دعوة للقيام بأيّ عملية، ولا لاستبدال نظام الحكم في هذه الدولة” ؛ وأن العرب سيقبلون بذلك حتما لأنهم لا يفهمون إلا لغة القوة لدفعهم للتحضر؛ وأنهم في الأصل أمة لا نفع فيها، وأن أنظمتهم استبدادية وعلاقة قادتهم وزعمائهم بالقضية الفلسطينية مجرد وسيلة لقضاء مصالحهم الشخصية. وأما آخر دعامة لتنفيذ هذا المنظور الواقعي الهجومي حسب زعماء الصهيونية الدينية في “إسرائيل” وفي الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لهذه الواقعية، فيتمثل في جعل تطبيع العلاقات مع الدول العربية مسارا مستقلا عن قضية فلسطين ومقدساتها، باعتباره آخر مسمار يُدق في نعش هذا الملف من أجل استكمال طقوس دفنه، والتفرغ لبناء فضاء عيش إبراهيمي مشترك ومُرفَّه يصنعه تكامل ثالوث الذكاء الصهيوني (السيد/ شعب الله المختار) المسخِّر للمال العربي والقوة العاملة العربية (العبد/ الگوييم)، في ظل رعاية غربية شريكة في طقوس الدفن، وفي رعاية وتحقيق هذا “المكان تحت الشمس” لشعب عانى من الشتات والاضطهاد أكثر من ألفي سنة.. !
عمليا، يتضح من قوة الطوفان وانبعاثه الجارف، أن المقاومة كانت تمتلك إدراكا شموليا وتفصيليا لسياسات الواقعية الهجومية لدولة الكيان العبري، ولموازين القوى داخل فلسطين المحتلة، وفي بُعديها الإقليمي والعالمي. بمعنى أن المقاومة كانت واعية بأن كل سياسات الدولة العبرية ماضية قدما في تفعيل الواقعية الهجومية كما بلورتها الرؤية الدينية الصهيونية للصراع، ولذلك ما عاد أمامها من خيار سوى الإقدام على تفجير الثورة الكبرى أو حرب التحرير الثانية، والتي باتت هي الجواب الاستراتيجي الجذري الأوحد لمواجهة المشروع الجذري القاضي بإلغاء حقوق الشعب الفلسطيني وشطبه من الخريطة؛ إن طوفان الأقصى في مختلف تمظهراته يؤكد أنه ليس معركة من جنس وطبيعة ما سبقه من المواجهات، ولكنه إعلان باستئناف الجولة الثانية من صراع الوجود بعد تشييع سرديات السلام إلى مثواها الأخير، واستحالة قيام دولة فلسطينية لشعب فلسطيني تؤمن الصهيونية الدينية أنه مجرد اختراع قومي عربي تم بالكذب والتضليل، وأن غاية ما يمكن نيله من سلطة هو تدبير بعض الشؤون الحياتية اليومية، في أفق التحضير لنكبة جديدة وأخيرة تفرغ فلسطين من ساكنة الضفة وغزة، وتحكم بالمواطنة من الدرجة الثالثة لمن سيتبقى منهم من فلسطينيي ال 48؛ يؤكد هذا الاقتناع لدى المقاومة جملة سياسات وأحداث ووقائع، من أبرزها ما يلي :
• أولا، سيادة خطاب التبشير بقرب إقامة دولة قومية يهودية خالصة عرقيا على مجموع تراب فلسطين، في سرديات النخب السياسية المهيمنة دينيا وسياسيا وعسكريا في مركَّب صناعة القرار في “إسرائيل”؛
• ثانيا، الاستقواء بالموقف الأمريكي الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب في 6 دجنبر 2017، تفعيلا لقانون صادق عليه الكونغرس عام 1995 يحث الحكومة الفيدرالية على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة موحدة لـــــــــــ “إسرائيل”؛
• ثالثا، قيام الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس في 18 مايو 2018، بالتزامن مع الذكرى التي تحتفل فيها “إسرائيل” باستقلالهاالمزعوم؛
• رابعا، استفحال ظاهرة انتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وترويعهم، وتنفيذ السياسة حكومية دينية صهيونية تستهدف فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي، في أفق الاستحواذ الشامل عليه وهدمه وبناء الهيكل المزعوم؛
• خامسا، تنفيذ سياسة صهيونية ممنهجة لتصعيد اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي؛فقبل 2003 كانت الشرطة الصهيونية تمنع المستوطنين من الاقتحام، ثم بدأت الاقتحامات منذ 2004 بشكل تصاعدي بمعدل 7000 مقتحم في الفترة (2004-2013)، و13000 في الفترة (2014-2016)، و27000 في (2017-2021)، ثم 35000 في 2021، و48000 في 2022، و41000 في ال 9 أشهر الأولى من 2023)؛
• سادسا، تكثيف صبيب الاستيطان في الضفة بمضاعفته 4 مرات. فالإحصائيات تشير في عام 1992 إلى وجود 172 مستوطنة يقطنها 248 ألف مستوطن، لتصل إلى 444 مستوطنة وبؤرة استيطانية يقطنها 950 ألف مستوطن في عام 2023؛ أي ما يعادل ثلث سكان الضفة من الفلسطينيين (حوالي 3 مليون نسمة)؛
• سابعا، اعتماد سياسة صهيونية لتحقيق التفوق الديمغرافي لصالح اليهود (حاليا هناك تعادل بحوالي 6 ملايين نسمة بين المحتلين والسكان الأصليين)، ليصل في بضع سنين إلى 10 ملايين مستوطن/محتل: أولا، بالعمل على تشجيع هجرة حوالي 3 ملايين يهودي روسي و300 ألف أرجنتيني، و100 ألف جنوب أفريقي، وغيرهم؛ وثانيا، بتهجير فلسطينيي الضفة والقطاع على التوالي نحو الأردن ومصر؛
• ثامنا، اعتماد القتل البطيء لأكثر من 5000 من خيرة أطر مختلف التنظيمات الفلسطينية، بتغييبها في السجون والمعتقلات لمدد طويلة وبالمؤبد، بهدف الاغتيال المعنوي للمقاومة، وحرمان الشعب الفلسطيني من قياداته السياسية والدينية والثقافية والميدانية.(بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال خلال العام 2023 أكثر من 5250 أسيرا، بينهم (39) أسيرة، و(170) طفلًا، و(1913) معتقلًا إداريًا)؛
• تاسعا، انطلاق قطار التطبيع في إطار “اتفاقيات أبراهام” التي لا تَستحضر قضية فلسطين إلا في إطار تنفيذ منظور الرؤية الصهيونية الدينية “للواقعية الهجومية”، المصممة على تصفية الملف.( نموذج اتفاق التطبيع الإماراتي -الإسرائيلي الذي حصر المسجد الأقصى ب 2% فقط من مساحته الكلية).
السؤال الثاني: هل كانت المقاومة الفلسطينية، وهي تفجر طوفان الأقصى في وجه الحكومة الصهيونية الدينية الأكثر كفرا بحقوق الشعب الفلسطيني، مدركة لتبعات وكلفة هذا الهجوم الذي دمر معنويات الجيش الصهيوني وأصاب نظرية الأمن الإسرائيلي في مقتل؟
تأسيسا على مضمون الجواب على السؤال الأول، يمكن الجزم بأن إطلاق مشروع جذري في شكل ثورة كبرى أو حرب تحرير، لا يمكن أن يشبه من حيث توقع ارتداداته ما جرى به العمل سابقا من عمليات مقاومة دفاعية محدودة متقطعة في الزمان والمكان. وبتحليل خطابات كل من زعماء طرفي معادلة الصراع ومواقفهما، يتضح أن كلاهما يدرك طبيعة الطوفان، وله تقدير لحجم ارتداداته، وإدراك لفرصه ومخاطره. فالطرف الفلسطيني، صاحب المبادرة في تفجير الطوفان، كان واضحا من خطاب محمد ضيف، قائد هيئة الأركان في كتائب عز الدين القسام. فقد دعا في خطابه المقاومين يوم 7 أكتوبر أن يفهموا”هذا المحتل الجبان أن طوفان الأقصى أكبر مما يظن ويعتقد” ، وأن الطوفان “هو يوم الثورة الكبرى من أجل إنهاء الاحتلال الأخير ونظام الفصل العنصري الأخير في العالم”. وفي صورة مقابلة، تؤكد تصريحات رئيس وزراء الدولة العبرية أنه مدرك لطبيعة المعركة وشراستها الوجودية. فقد أكد نتنياهو رئيس حكومة الحرب الصهيونية في تصريحات متعددة أن “يوم السابع من أكتوبر هو يوم أسود في تاريخ دولة إسرائيل” ولذلك فإن “إسرائيل في حالة حرب” وأن ” مهمتنا إنقاذ الدولة وإحراز النصر على هؤلاء الوحوش الذين جاؤوا ليقتلونا“، وأن “حربنا ضد حماس هي امتحان للإنسانية جمعاء، إنه الصراع بين محور الحرية والتقدم ومحور الشر، نحن أولاد النور وهم أولاد الظلام، ولابد أن ينتصر النور على الظلام”.
من المؤكد إذن أن المقاومة الفلسطينية عندما فجرت طوفان الأقصى، كحرب تحرير من أجل الحرية والدولة المستقلة، كانت متسلحة برؤيتها الوجودية والإسلامية للصراع، ومراهنة على الانخراط التصاعدي للقوى المناهضة للكيان الصهيوني في المنطقة والعالم، في فصول ومراحل هذا المشروع التحرري حسب ما ستفرضه تحولات ومشاهد المواجهة فلسطينيا وقوميا وإسلاميا وإنسانيا؛ وهو ما يعني أن فاتورة القتل والدمار مستحضرة في مسيرة الصراع لبلوغ الهدف المرسوم، على الرغم من أنها تعتبر الحلقة الأضعف بمعايير موازين القوى المادية (لا المعنوية)؛ كأنها بهذا الإصرار ماضية بعزيمة صلبة نحو دفع الفاتورة التي يفرضها مطلب تحقيق الاستقلال، وتدفيع الاحتلال أيضا الفاتورة الضرورية لنهجه التَّصفوي العدمي لحقوق الشعب الفلسطيني؛ وهذا التحول الجذري يؤكد أنها أيضا مدركة أن طبيعة فاتورتها المتوقعة لن تقل جسامة عن فواتير حروب التحرير الشهيرة، مع حفظ التناسب الديمغرافي للفواتير. يدخل في هذا السياق التذكير بما يلي:
• فاتورة حرب التحرير الفيتنامية في الفترة 1954-1975 التي بلغت حوالي 900.000 قتيل فيتنامي من بينهم 655.000 رجل و143.000 امرأة و84.000 طفل، في مقابل حوالي 60.000 جندي أمريكي؛
• فاتورة حرب التحرير الجزائرية في الفترة 1954-1962 التي بلغت حوالي مليون ونصف مليون شهيد جزائري وحوالي 30000 قتيل فرنسي؛
• فاتورة كفاح سكان جنوب أفريقيا لمقاومة نظام الميز العنصري في الفترة 1948-1991،التي وإن لم تكن فادحة بشريا، لكنها اشتهرت بمجزرة “سويتو” سنة 1976التي قتل فيها حوالي 600 تلميذ في يوم واحد على يد الشرطة العنصرية. وقد شكلت المجزرة لحظة انفجار ثوري دوَّنها نيلسون مانديلا في مذكراته بقوله: “إن حوادث ذلك اليوم ترددت أصداؤها في كافة معازل جنوب أفريقيا وأصبحت جنازات ضحايا أعمال العنف التي مارستها الدولة نقاط التقاء وطنية. فجأة التهبت مشاعر الشبان في جنوب أفريقيا بروح الثورة والتمرد“.
• فاتورة حرب تحرير العراق التي لم تنته فصولها بعد، والتي بلغت منذ الغزو عام 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة – حسب تقديرات متباينة لمراكز بحوث – ما بين 200000 و 600000 من قتلى العنف الحربي المباشر، من بينهم حوالي 50000 عسكري عراقي والباقي من المدنيين؛ فيما بلغ عدد قتلى الجيش الأميركي حوالي 5000، وعدد القتلى من المتعاقدين الأميركيين حوالي إلى 3670 شخصا.
• فاتورة حرب التحرير الأفغانية الثانية في الفترة 2001-2021، ضد التحالف الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغت حوالي 180000 قتيلا أفغانيا: من بينهم حوالي 47000 مدنياً، و70000 عسكرياً وشرطياً، وما لا يقل عن 53000 مقاتلاً من طالبان؛ ينضاف إلى ذلك أكثر من 5.7 مليون لاجئ داخل وخارج أفغانستان؛ فيما وصل عدد قتلى الجيش الأميركي حوالي 2500 جندي وضعف هذا العدد من المنتحرين، ينضاف إليهم نحو 3850من المتعاقدين الأميركيين، فيما بلغت الخسائر البشرية من عناصر الدول الحليفة وحلف الناتو حوالي1150 قتيلا.
بكلمة، لا شك أن من صنع طوفان الأقصى وفجَّره في وجه الكيان الصهيوني والعالم، قرر أن يكون الشعب الفلسطيني بعد الطوفان حرا مستقلا في وطن حر مستقل، أو لا يكون أبدا.. ! وتلك وظيفة حروب التحرير عبر التاريخ، خاصة عندما تأتي على أنقاض “سرديات سلام ماتت وشبعت موتا”، وتولت الصهيونية الدينية دفنها في جنازة رسمية، ثم قرأت على قبرها تراتيل “نبوءة إشعياء” التي هدد نتنياهو مصر بها بعد الفراغ من هضم فلسطين ! تقول النبوءة:(وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَ ذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا) / سفر إشعياء 1:19.. ! في الحقيقة، إن نتنياهو لا يهدد مصر، ولكنه يوجه رسالة ولاء واستنجاد واستغاثة للصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ أما عن مصر، فتأويله للنبوءة يقول إنها مستسلمة وخاضعة، ولم يعد فيها قيادة لخير أجناد الأرض.. لأن”أوثانها” مرتجفة الإرادة.. وقلبها ذابَ فَرَقًا منذ سادت الأوثان.. !
………….,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,……..(يتبع (3/4): في المآلات الحتمية للطوفان).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]بنيامين نتياهو، مكان تحت الشمس، ترجمة محمد عودة الدويري، منشورات دار الجليل، عمان – الأردن، 2014.
[2]نفس المرجع، ص: 289.
[3]نفس المرجع، ص: 173.
[4]نفس المرجع، ص: 210.
[5]نفس المرجع، ص: 315.
[6]نفس المرجع، ص: 380.