[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

الكتاني: فوز أخنوش بصفقة “محطة التحلية” نتيجة لسكوت المغاربة عن زواج المال بالسلطة

أعاد خبر نيل المجموعة المكونة من الشركة الإسبانية “أكسيونا”، وشركتي “أفريقيا غاز” و”كَرين أوف أفريكا”، لمالكهما  عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، لصفقة إنشاء محطة الدار البيضاء الكبرى لتحلية مياه البحر، بقيمة تناهز 1,5 مليار دولار، أي 15 مليار درهم، اعاد النقاش حول تلبس الحكومة ورئيسها بتضارب المصالح، على اعتبار أن الأمر يتعلق بصفقة أطلقها قطاع حكومي يخضع لإشراف رئيس الحكومة، في وقت يفترض أن يلتزم الرجل بأقصى درجات الابتعاد عن الشبهات، ثم كيف يمكن لمجموعة يملكها رئيس الحكومة أن تتنافس بطريقة شفافة وتنال بطريقة لا شبهة ولا لبس فيها مثل هذه الصفقة الضخمة؟
تضارب المصالح
الخبير الاقتصادي عمر الكتاني، قال في هذا الصدد، إنه يصعب أن تتحقق المصداقية والشفافية في مثل هذه الصفقات، لأن هناك تضاربا للمصالح بين أخنوش رئيس الحكومة، وأخنوش رجل الأعمال، مضيفا أنه لا يمكن أن يكون مسؤول في السلطة وفي آن واحد عنده مصالح خاصة تدبرها تلك السلطة نفسها، ثم ما هي الضمانات عدم الانزلاق لخدمة المصالح الذاتية للمدبر؟.
ويرى الخبير الاقتصادي في تصريح لـpjd.ma، أن اختيار هذا الشخص منذ البداية كرئيس للحكومة كان سيئا، لوجوده في حالة تضارب للمصالح، ولكن المسائل اليوم أصبحت مفضوحة يقول الكتاني، متسائلا ما الذي سيضمن لنا أن الصفقة لما فتحت أن المعني بالأمر لم يطلع على الأسعار التي أعطتها الشركات الأخرى؟، ثم ما هي الضمانة كونه لا يعرف الأسعار التنافسية ليفوز بهذه الصفقة؟.
وتأسف الكتاني، كون الصفقات العمومية اليوم بالبلاد يفوز بها مسؤولون في الدولة، محذرا مما قد تؤول به الأمور بعد هذه الممارسات التي تضرب عرض الحائط مصداقية وشفافية الصفقات العمومية.
وبيّن المتحدث ذاته، أن هذا الأمر يطرح مشكال أخلاقيا في السياسة العامة للدولة، متسائلا “ألم يعد هناك مرجع أخلاقي في التعامل مع المصالح العمومية ومع الصفقات العمومية، في الوقت الذي يجب فيه أن يمر هذا الأمر إلى المساءلة”.
وحول ما إذا كان ما أقدم عليه “أخنوش” نتيجة عادية وطبيعية لزواج المال بالسلطة، أجاب الكتاني، أن الأمر يعتبر نتيجة لسكوت المغاربة والرأي العام المغربي عن زواج المال بالسلطة، ولضعف الرأي العام في الضغط لتجنب زواج المال بالسلطة، وأضاف أن ردود الفعل أمام هذا الوضع ضعيفة، قبل أن يضيف أن المسؤولية ليست ملقاة على الدولة لوحدها، وإنما أيضا على المجتمع.
هجمة خارجية
ومن جانب آخر، شدد الكتاني” نحن في وضعية هجمة خارجية كبيرة على المغرب، من طرف دول تابعة للكيان وتابعة لثقافة غريبة عن المجتمع المغربي، دول تابعة للماسونية العالمية، قبل أن يضيف” لماذا لا يعي المسؤولون هذا التوجه ويتوقفوا عن إضعاف الجبهة الداخلية”، وأوضح أن الاستقرار السياسي والاجتماعي يقوي نسبيا المناعة ضد الهجمات الخارجية، ونحن للأسف نضعف الجبهة الداخلية، وبالتالي التأثيرات الخارجية ستكون خطيرة على الجميع يقول المتحدث ذاته.
ولهذا يضيف الكتاني” من الخطأ اعتبار أن المصالح الشخصية ستؤدي بهؤلاء إلى مزيد من الغنى في إطار أمني وفي إطار ضمانات مستقبلية، هؤلاء يهددون أنفسهم، لأنه تحدي في غير مصلحتهم وفي غير مصلحة الوطن، لأن النعمة التي عندنا الآن هو الاستقرار السياسي والاجتماعي”.
وأوضح أن هذا الاستقرار ليس مضمونا وإلى الأبد وإنما مهدد بالتغيرات الدولية وبالتأثيرات على بعض الدول، ومنها المغرب الذي يعد قنطرة نحو إفريقيا، وأضاف أن “العالم كله يريد غزو إفريقيا والمغرب يعتبر حجر عثرة أمامها، أو تجعله الدول الغربية قنطرة لاستغلال إفريقيا، فهذا الدور عند المغرب غير مستوعب من الناحية الداخلية السياسية للأسف، فلا يمكن أن يكون لك دور عالمي وإفريقي بهذا الحجم، إذا لم تصلح بيتك من الداخل، فهذه المصالح الرخيصة أو الصفقات أيا كان ثمنها فهي بعيدة عن البعد الحضاري الذي يمكن أن يلعبه المغرب في كسب مكانته في إفريقيا”.
وانتقد الخبير الاقتصادي، غياب التصور الحضاري عند هذه الحكومة، قائلا” هؤلاء ناس تجار يريدون الاستمرار في التجارة، وليس عندهم فكرة أن المغرب يتأثر بسلوكاتهم السلبية ويخاطر بمستقبله المستقل الاقتصادي والاجتماعي وبقراره الاقتصادي وبالسياسة الاقتصادية التي يمكن أن يختارها”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.