يُطلُّ علينا مرة أخرى المستخدم إياه في ’’ الأحداث المغربية’’، بعدما كان يدفن رأسه في التراب عقب كل رد على هُجوماته الحقودة، ولكن هذه المرة بتكرار مأجورٌ عليه لأسطوانة “الجماعة أم الوطن”، وهي الأسطوانة المشروخة التي لم يملّ من ترديدها لا هو ولا من معه في المجموعة الإعلامية إياها، منذ أن سخرت نفسها “للخدمة المعلومة”، رغم أنه لا يصدقها أحد، وفي الوقت الذي يعلمون في قرارة أنفسهم أنها مجرد مزايدات على حزب العدالة والتنمية، الحزب المغربي الخالص والوفي على الدوام للوطن أولا وأخيراً تحت شعار الله الوطن الملك، وبقناعة راسخة لاشية فيها وبوضوح وشفافية منقطعة النظير يعلمها الجميع، وهو ما يعوز صاحبنا وأهله.
ويعمل صاحبنا المستخدم الطيع إياه على إسقاط طائرة الهجوم في حديقة العدالة والتنمية وأمينه العام حتى وإن لم يكن لهما أي علاقة بالموضوع، ويكذب، ويكذب، ويكذب عاملا بمقولة جوبلز ’’اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس’’، ومُقتدياً بأصدقائه الجدد، وربما القدامى، في جيش الاحتلال النازي المعتمدين على الكذب والتدليس ضد المقاومة الباسلة في حربهم لإبادة أهل غزة، ولكننا أَلفنا في حزب العدالة والتنمية هذه الخسة من هذه المجموعة ومن يقوم على شأنها.
حزب العدالة والتنمية: الولاءُ للوطن أولا وأخيراً
لا بأس أن نذكر المستخدم إياه، أن حزب العدالة والتنمية لا يخجل من الجهر بمواقفه وقناعاته، ولا يحتاج إلى أي أحد ليأكل الثوم نيابة عنه، وإن كان ما يجهر به ضد التيار، وقد تكون له عواقب، ولا أدل على ذلك في امتحان 20 فبراير وما أدراك ما 20 فبراير، حينما تعالت أصوات كثيرة بمطالب مختلفة، وأطبقت الصمت أصواتٌ كثيرة، حينها أعلن الحزب مواقفه بكل جُرأة، وانتصر للإصلاح في إطار الاستقرار، وهو الامتحان الذي كان كاشفا وفاضحا لمن كان إلى جانب الوطن حقيقةً في ساعة العُسرة ومن كان إما متفرجا أو منسحبا أو مرجئا، وهناك من حزم حقائبه ولاذ بالفرار خارج الوطن، وهو الامتحان ذاته الذي بيَّن للدولة وللمواطن حقيقة كل واحد على حدة وأسقط الأقنعة الواحد تلو الآخر.
لغزيوي.. “إسرائيل” أم الوطن؟!
قبل سنة من اليوم، بعثت الخارجية الإسرائيلية لجنة تحقيق في حق المسمى “رئيس مكتب الاتصال” على خلفيات التحرش بمغربيات، وآنذاك وعوض أن يُدين فعل التحرش وينتصر للمغربيات اللواتي تم مسهن في كرامتهن، وينتصر للوطن ولبنات الوطن، قام المستخدم إياه بوصف هذا الإجراء العادي جدا بـ “الفعل الديمقراطي / الإعلامي القانوني ليس جديدا على إسرائيل”، وانتصر حينها لإسرائيل وللمتهم ’”غوفرين” ولم ينتصر للوطن وبنات الوطن، كما دسَّ رأسه في التراب حينما قام هذا الأخير من قلب الرباط، من قلب الوطن، بالدعوة للإبادة الجماعية في حق أهل غزة ودعا الدولة المغربية إلى إدانة حماس، ولم يُدن آنذاك تدخل هذا الإسرائيلي في الشؤون الداخلية للوطن، كما وضع هو وصحبه الشريط اللاصق على أفواههم حينما قام رئيس جمعية إسرائيلية بمراسلة جلالة الملك بكل صفاقة وطلب منه بوقاحة قمع التظاهرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، والإعلان الصريح عن دعم إسرائيل في هذه المعركة وفق ذات الرسالة. وهنا يطرح السؤال نفسه وبالوقائع هل ولاءكم للوطن أم لإسرائيل؟ الجواب معروف، خصوصاً إذا تعلق الأمر بموظف سابق في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط قبل قطع العلاقات سنة 2000.
الشرعي… “إسرائيل” وأمريكا أم الوطن؟
وإذا كان هذا المستخدم منسجماً وواضحا مع نفسه كما يدعي أين اختفت افتتاحياته حول الولاء للوطن حينما كان ولي نعمته يتغزل في ولي أمره وزعيمه بايدن وهو يُحرِّضُ على الدولة المغربية ويدعو أمريكا للضغط على الدول العربية ومنها المغرب بطبيعة الحال لمنع استقبال حماس مُتّهماً المغرب باحتضان الإرهابيين؟! طبعاً كعادته يذوب في جُبنه وصفاقته حينما يتعلق الأمر بأولياء نعمته مخافةَ أن يُحرم من الأجر آخر الشهر. وهنا يجب أن يطرح وبإلحاح سؤال الولاء وبالوقائع عليك وعلى ولي نعمتك الشرعي هل ولاؤكم للوطن أم لأمريكا ولإسرائيل؟.
إن مواقف حزب العدالة والتنمية كانت ولاتزال وستظل دائما واضحة لا تقبل أي لُبسٍ ولا تحوم حولها أي شُبهة، ومنها مواقفه المبدئية الرافضة للتطبيع جُملة وتفصيلاً وهو ما يعبر عنه كحزب ومنذ تأسيسه إلى اليوم وحتى بعد التوقيع، ولم ينتظر الإبادة الحالية ليُعلن عن ذلك، وهو ما يعبر عنه الحزب باستمرار وفي كل مناسبة عبر مؤسسات الحزب وهيئاته، وهذا معناه واحد لا ثاني له وهو أن الحزب يُمارس واجباته الدستورية بكل وضوح وبما يقتضيه الاحترام الواجب للمؤسسات وللثوابت الجامعة للأمة المغربية وبوطنية خالصة لا لُبس فيها.