الناجي يكشف المخاطر الكبيرة التي يشكلها التطبيع الفلاحي على المغرب وأمنه الاستراتيجي
قال محمد الناجي، الخبير في المجال الفلاحي والصيد البحري، إن القطاع الفلاحي على رأس القطاعات التي يخترقها التطبيع، وهو ما يمثل خطرا حقيقيا على البلاد وعلى الأمن الغذائي للمغاربة.
وذكر الناجي في حوار مصور كع الصحفي حميد المهداوي، أن تقييم الخطر الإسرائيلي على المغرب يمكن أن يكون بناء على دراسة التجارب المقارنة، سواء في مصر والأردن، والتي تُبين أن نتائج هاتين الدولتين في المجال الفلاحي كانت كارثية، وظهرت فضائح متعددة، منها تلوث الأرض المصرية، والاستعمال المفرط للمبيدات، وتدهور العديد من الانتاجات المحلية وخاصة القطن في مصر، وتهديد الأمن المائي في الأردن، في حين تطورت الفلاحة المصرية في المجالات التي لم يشملها التطبيع.
وأبرز الخبير الفلاحي أن التطبيع الفلاحي في المغرب بدأ في التسعينات، من باب تبادل الخبراء والأطر، وخاصة في مجال توزيع البذور، ومعدات الري، والأسمدة الذائبة، وتم بشكل كبير عبر شركات متخفية أو عبر الالتفاف على قرار إغلاق مكتب الاتصال السابق.
وشدد المتحدث ذاته أنه يجب معالجة ومحاربة إشكالية التبعية، ومنها أننا اليوم من بين الدول الأكثر تصديرا للطماطم، لكن بذورها هي من مصدر إسرائيلي، ولم نطور البذور الخاصة بنا، بل نحن في تبعية كبيرة جدا لإسرائيل في هذا الصدد، والوزارة الوصية لم تتخذ إجراءات حقيقية لمعالجة هذا الوضع السلبي والخطير.
ونبه الناجي إلى أن القطاع الفلاحي قطاع مهم للمغرب، وأن هناك تحكم كبير من لدن ست شركات عالمية على البذور، شركات فرنسية وألمانية وأمريكية وسويدية وإسرائيلية، وهذا أمر رهيب، إذ لا نجد له أي مثيل في أي مجال آخر.
وأبرز الأستاذ الجامعي أنه لا يمكن التعويل على التعاون الدولي لمعالجة الوضع، مشيرا إلى أن هذا التعاون يعطي الفتات ولا يعطي أسرار المهنة أو الصناعة أو الإنتاج أو براءة الاختراعات، مما يوجب على الدول المنتمية للعالم الثالث أن تتحرر من تبعيتها للخارج، ومنها المغرب، ويجب عليها الرجوع إلى البذور الأصيلة بدل المعدلة جينيا، إذ إن الأخيرة هي ذات انتاج فلاحي واحد وتُبقي الدول تابعة للدول المصدر لهذه البذور، وتَقتل التربة على المدى المتوسط والبعيد.
وذكر الناجي أن إسرائيل تتجه إلى الدول التي لها أرض وماء من مثل المغرب والسودان وإثيوبيا، لزراعة المنتجات المستنزفة للماء، ومنها الأفوكا، وهو ما جعل إسرائيل أكبر مصدر لهذه المادة على الصعيد العالمي، وهي أكبر مزود لأوروبا من الأفوكا، وذلك عن طريق انتاجها في دول خارج الأراضي المحتلة، مبرزا أن هذه الاستراتيجية هي وسيلة أيضا تعتمدها إسرائيل لتجاوز سلاح المقاطعة، عن طريق تغيير منشأ السلع الإسرائيلية المصدرة.
وأوضح الخبير الفلاحي أن توسيع زراعة الأفوكا غير منسجم مع الوضع الفلاحي ببلادنا وتهديدات الماء القائمة، خاصة وأن هذه الفاكهة هي من أكثر الفواكه استنزافا للثروة المائية، ونحن نعيش في وضع خصاص مائي كبير، جعلنا نتجه إلى تحلية مياه البحر لمعالجة الوضع.
وبخصوص الاختراق الصهيوني للجامعات العامة والخاصة، فقال الناجي إنها تؤثر على العقول الشابة والأطر الوطنية، وتهدد الأمن الاستراتيجي للمغرب، لأنه يَصنع نخبا ليس لها موقف تجاه الخطر الذي تشكله إسرائيل على بلادنا، على مختلف المستويات والأصعدة.
ونبه إلى أن الغالبية العظمى من الأساتذة يعارضون التطبيع ويرفضونه، ومنه أعضاء النقابة المغربية للتعليم العالي، ويعبرون عن ذلك في بيانات عدة ومتكررة.