تضليل وتزييف للوعي.. فاضلي يكتب: شعار تازة قبل غزة والدرس المصري

علي فاضلي


تحاول النخبة المتصهينة دفاعا عن الدولة المجرمة ممارسة التضليل وتزييف وعي المغاربة من خلال ترويج شعار تازة قبل غزة، وإيجاد تناقض وهمي بين تازة وغزة.
وبالرغم من أن موقف الدولة المغربية والشعب المغربي هو جعل القضية الفلسطينية قضية مقدسة في المستوى نفسه مع قضية الصحراء إلا ان النخبة المتصهينة التي لا تهمها مصالح المغرب الحقيقية بقدر ما تهمها مصلحتها الشخصية التي تتستر عنها بستار شعار تازة قبل غزة.
لكن الحقيقة هي أن دعم القضية الفلسطينية من الناحية البرغماتية هو خدمة لقضايانا الوطنية، وكلما قوي حضور المغرب في القضية الفلسطينية إلا وتقوى موقفه ومكانته على الساحة الدولية ولدى القوى الدولية المؤثرة.
وتعطينا مصر درسا ونموذجا في هذا الباب، بحيث تراجعت مكانة مصر بسبب تراجع تأثيرها في مجريات القضية الفلسطينية لصالح دول أخرى كقطر وتركيا، لدرجة أن أوباما طلب وساطة قطر وتركيا مع حماس في حرب 2014 في تجاوز غير مسبوق للدور المصري بالرغم من المعارضة الاسرائيلية، بل وصل الأمر بأوباما حد مخاطبة نتنياهو بأن إسرائيل ليست في وضع يمكنها من اختيار الوسطاء.
وهنا لا مجال للتذكير بالموقف الرسمي والإعلامي المصري الذي هاجم وبقوة حركة حماس واتهمها بالقيام بأعمال ارهابية في مصر خصوصا في سيناء، واتهمها بالهجوم على السجون ومقرات الشرطة خلال ثورة 2011، واتهم الرئيس مرسي بالتخابر مع الحركة، بل وتم وضع الحركة ضمن قوائم الحركات الارهابية.
لكن مع حرب 2014 الطويلة التي عجزت فيها اسرائيل بدعم عربي قوي من حلف الثورة المضادة في القضاء على الحركة في حرب تجاوزت 50 يوما، استوعب نظام السيسي خطأه الفادح وبدأ في ربط خيوط الاتصال بحركة حماس واستقبال قادتها والقيام بعمليات الوساطة بينها وبين فتح وإسرائيل، وعلم أن قوة تأثيره الرئيسة هي من خلال القضية الفلسطينية، وأن مهاجمته للحركة هي ضد مصلحته ومصلحة مصر، واليوم فمصر رجعت للعب دور رئيس في الأحداث الجارية في غزة.
كما إن مكانة قطر المتنامية على الصعيد الدولي بالرغم من صغر حجمها وقلة سكانها لم تتحقق إلا من خلال تأثيرها في العديد من القضايا الساخنة مما جعلها تحوز قوة ناعمة مطلوبة من قبل الدول الكبرى، واليوم فقطر بفضل احتضانها لقادة حماس ودعمها للمقاومة أصبحت محط أنظار العالم ابتداء من أمريكا وحتى الصين وروسيا، وأصبحت لاعبا رئيسا في الشأن الفلسطيني، وبطبيعة الحال فهذا يعزز من مكانة قطر ويخدم مصالحا الوطنية.
إن شعار تازة قبل غزة قد يكون صالحا -بالرغم من صعوبة ذلك في عالم اليوم- لبعض الدول-الجزر مثل المالديف، أو بعض الدول مثل فنلندا أو نيوزيلندا، لكنه غير صالح لدولة مثل المغرب بجغرافيته وتاريخه وقضاياه، وبأن تنمية تازة يتحقق بالاهتمام بغزة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.