[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

المجلس الاقتصادي والاجتماعي: نسب التضخم بالمغرب غير مسبوقة في ظل ممارسات منافية للمنافسة

أكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنه منذ‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬شهد‭ ‬المغرب‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬الأثمان‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬معدلات‭ ‬تضخم‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬قصوى‭ ‬تجاوزت‭ ‬10‭ ‬ في‭ ‬المائة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬بعدما‭ ‬سجلت‭ ‬نسبة‭ ‬متوسطة‭ ‬سنة‭‬2022‭ ‬ بلغت‭ ‬6‭.‬6‭ ‬ في‭ ‬المائة‭.
وذكر المجلس في نقطة يقظة  تتعلق بالتضخم، وفق ما نشر بموقعه الالكتروني، أن‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬التصاعدي‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أسعار‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬أقوى‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬نظرا‭ ‬لكون‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬استهلاكها‭.‬
وأضاف، أن‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى تجد‭ ‬نفسها‭ ‬أكثر‭ ‬تأثرا‭ ‬بالتضخم،‭ ‬نظرا‭ ‬لافتقارها‭ ‬لما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬وهامش‭ ‬المناورة‭ ‬لمواجهة‭ ‬صدمات‭ ‬تضخمية‭ ‬مهمة، وعزت ذلك‭ ‬إلى‭ ‬لجوئها‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬كالتعليم‭ ‬والصحة،‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬خدمات‭ ‬عمومية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬جودتها‭ ‬دون‭ ‬الحاجيات‭ ‬والتطلعات‭.‬
وعموما، يقول المجلس،‭ ‬يعزى‭ ‬هذا‭ ‬التضخم‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالعرض‭ ‬وكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬القطاعات،‭ ‬لكنه‭ ‬يتأثر‭ ‬أيضا‭ ‬بممارسات‭ ‬محتملة‭ ‬منافية‭ ‬لقواعد‭ ‬المنافسة‭ ‬وكذا‭ ‬لاختلالات‭ ‬في‭ ‬مسارات‭ ‬التسويق،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬احتمال‭ ‬ظهور‭ ‬وتطور‭ ‬ممارسات‭ ‬لبعض‭ ‬المنتجين‭ ‬تتعلق‭ ‬بهامش‭ ‬الربح،‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بظاهرة‭ ‬الجشع‭ ‬التضخمي.
واقترح‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التشخيص‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬وجلسات‭ ‬الإنصات‭ ‬والاستشارة‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬نظمها،‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬الإضافية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬لتعزيز‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬جرى‭ ‬اتخاذها.
ومن ‬التوصيات‭ ‬المقترحة “تعزيز‭ ‬عمليات‭ ‬مراقبة‭ ‬الممارسات‭ ‬المنافية‭ ‬لقواعد‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬تطبيق‭ ‬عقوبات‭ ‬رادعة‭ ‬بما‭ ‬يكفي،‭ ‬واعتماد‭ ‬تدابير‭ ‬كفيلة‭ ‬بالتقليص‭ ‬من‭ ‬مراكمة‭ ‬هوامش‭ ‬الربح‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها”.
وأضاف المجلس وكذا “النظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬مؤقتة‭ ‬لتقنين‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬مهما‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬بوصفها‭ ‬مدخلات‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬المنتجات،‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬المادتين ‬4‭ ‬و5‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم ‬104‭.‬12‭ ‬المتعلق‭ ‬بحرية‭ ‬الأسعار‭ ‬والمنافسة‭ ‬تتيحان‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانية”.
ودعا المصدر ذاته إلى “التصدي‭ ‬للتضخم‭ ‬الذي‭ ‬يهم‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المدخلات‭ ‬الفلاحية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬البذور،‭ ‬منتجات‭ ‬الصحة‭ ‬النباتية،‭ ‬علف‭ ‬الماشية…”.
وشدد المجلس على ضرورة “الإسراع‭ ‬بإصلاح‭ ‬أسواق‭ ‬الجملــة،‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬نظام‭ ‬تدبير‭ ‬مفتوح‭ ‬أمام‭ ‬المنافسة‭ ‬وجعل‭ ‬ولوج‭ ‬المهنيين‭ ‬إليه‭ ‬مشروطاً‭ ‬باحترام‭ ‬دفتر‭ ‬التحملات،‭ ‬مع‭ ‬تيسير‭ ‬الولوج‭ ‬اللوجيستيكي لصغار‭ ‬الفلاحين‭ ‬والتعاونيات‭ ‬لهذه‭ ‬الأسواق”.
كما دعا إلى “العمل‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬المراسيم‭ ‬التطبيقية‭ ‬للقانون‭ ‬رقم‭ ‬37‭.‬21‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬يوليوز‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬تسمح‭ ‬مقتضياته‭ ‬بتسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬الفلاحية‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشاريع‭ ‬التجميع‭ ‬الفلاحي‭ ‬مباشرة‭ ‬دون‭ ‬إلزامية‭ ‬المرور‭ ‬عبر‭ ‬أسواق‭ ‬الجملة”.
وتوقف المجلس على أهمية “العمل‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬شفافية‭ ‬تامة‭ ‬للأسواق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النشر‭ ‬الدائم‭ ‬للمعلومات‭ ‬حول‭ ‬الكميات‭ ‬المتداولة،‭ ‬والأسعار،‭ ‬وهوامش‭ ‬الربح،‭ ‬وذلك‭ ‬ارتكازا‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬معلوماتي‭ ‬خاص‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر”، و”منح‭ ‬مساعدات‭ ‬مباشرة‭ ‬للأسر‭ ‬المعوزة‭ ‬لتخفيف‭ ‬تأثير‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬قدرتها‭ ‬الشرائية”.
ودعا إلى “دراسة‭ ‬جدوى‭ ‬إجراء‭ ‬تخفيض‭ ‬استثنائي‭ ‬لسعر‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬يهم‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬المنتجات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يؤثر‭ ‬ارتفاعها‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬سلة‭ ‬استهلاك‭ ‬الأسر‭ ‬المعوزة‭ ‬والأسر‭ ‬المنتمية‭ ‬للشريحة‭ ‬الدنيا‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.