قال أستاذ الطب بالرباط، الدكتور خالد فتحي، إن الغرب يعي جيدا أنه لن يستطيع أن يُرضخ العالم الإسلامي بالقوة، وبالتالي استبدل استراتيجيته نحو تدمير الأسرة، “فهو يريد أن يفككها لأنها الفضاء الذي تتوارث فيه الهوية والسردية المبنية على الخصوصية الحضارية.
وأوضح فتحي، في مداخلته خلال الملتقى الجهوي لنساء العدالة والتنمية الذي نظمته بشراكة مع الكتابة الجهوية للحزب بفاس مكناس، أمس الأحد 3 دجنبر الجاري بفاس، أنه في الغرب لا مجال للحديث عن الأسرة، لأن “الرجال “يتخنثون،” والنساء” يتذكرون” وأنواع اجتماعية غريبة عن الأسرة، وبالتالي يريدون أن يساووا الأسرة في العالم الإسلامي مع ما وقع لديهم من خلال التركيز على الأنثى وليس المرأة، والمثلية ومفاهيم أخرى..”.
ويرى المتحدث ذاته، أن العلمانية أفلست أخلاقيا وتريد إفساد الأسرة عن طريق تغيير إحساس المرأة بنفسها، وإيهامها أنه من الممكن عبر القوانين أن نصل الى العالم الفردوسي الآن وليس انتظار العالم الآخر، وبالتالي نحن بهذا الأمر نخرج من اليقين الذي يمثله الإسلام، وسندخل في مدونة الأسرة لكل مرحلة، أي تغيير المدونة كل سنة وبحسب التحولات التي تجري في المجتمعات، يقول الدكتور فتحي.
وأبرز الدكتور فتحي، أن “الخطاب العلماني حول الأسرة مليء بالتناقضات، فهو خطاب معادي للأسرة، خطاب يريد أن نبدأ كل شيء من الصفر من دون ذاكرة ولا تجربة تاريخية، نراه اليوم هو الذي يبادر إلى الاقتراح وهو من يملأ الدنيا ضجيجا وصخبا، وبالتالي يكون في موقع الهجوم، بمعنى أنه ينقل السجال إلى الملعب المحافظ، ويتأتى له ذلك من خلال القدرة على المراوغة وصك مصطلحات جديدة يتم بها خداع المغاربة، مثل العلاقات الرضائية والإيقاف الآمن للحمل والنوع الاجتماعي كل ذلك لتيسير هضمنا لقيم وسلوكات أخرى لا تناسبنا”.
وأضاف أن هذا التمويه أو التضليل لا يقابله دحض من طرف الاتجاه المحافظ “الذي نراه أحيانا يرضخ لهذا الاستبدال المصطلحي ويستعمل نفس المصطلحات، ولا يبلور لغة جديدة تفضح هذا “الهراء اللغوي “”، مستشهدا بمصطلح “العلاقات الرضائية”.
وشدد على أن السبيل لمقاومة مثل هذا الخطاب، هو الإنتاج الأدبي والفكري الذي يدحض هذه الأفكار بالحجة العلمية، وأضاف أنه لا ينبغي أن نكتفي بالحجة الدينية، “لأنهم لا ينهلون من هذا المعين وقد يدحضونه وبالتالي يجب أن ندافع عن هذه الأفكار بطريقة علمية” يقول فتحي.
ونبه المتحدث ذاته، إلى خطورة المفاهيم المتطرفة التي تطرحها بعض الكائنات النسوية، وأوضح أنه لا يجب أن نسقط في فخ الإيديولوجية، والتمركز حول الأنثى، لأن هذه الحركات تنكر المساحة المشتركة بين الرجل والمرأة، وتصرخ ليل نهار بالمظلومية، وتوظفها وتنفخ فيها كثيرا لتجعل من الرجل المعاصر مُذنبا ومسؤولا وتطالبه بتعويض فتضيّق على الرجل، وترى في بعض مطالبها أنها تُحول الرجل من مادة استعمالية في زواج تنزع عنه القداسة الدينية، مما سيهدم الأسرة هدما لأنه لا أسرة سوية بدون رجل ولا أسرة سوية بامرأة مظلومة وبرجل مظلوم يؤكد فتحي.
[ After Header ] [ Desktop ]
[ After Header ] [ Desktop ]
رابط المشاركة :
شاهد أيضا