حسن حمورو
تواصل جماعة “كلنا اسرائيليون“، التهجم على رئيس الحكومة المغربية الأسبق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، عبر بيانات “عسكرتارية” تُنشر منذ مدة على الصفحة الأولى لذراعها الإعلامي المسمى في السوق بـ”الأحداث المغربية”.
ولئن ظلت هذه الجماعة، تتخفى خلف أسماء وشعارات” حركية” للتمويه والتضليل على حقيقتها، وحقيقة المهام التي تقوم بها في المغرب، فإن معركة الشرف والبطولة التي فجرتها المقاومة الفلسطينية تحت اسم “طوفان الأقصى”، اضطرت هذه الجماعة، في لحظة صدمة، أو ربما غرور، إلى الكشف عن اسمها الحقيقي أمام الرأي العام.
وإلى اليوم، ورغم انكشاف بشاعة وفظاعة ما يقوم به الجيش الاسرائيلي تجاه النساء والأطفال والشيوخ في غزة، وتأكيد المغاربة بمختلف انتماءاتهم السياسية، أنهم مع غزة ومع فلسطين ومع المقاومة، وضد اسرائيل وضد التطبيع معها، لم يكلف زعماء جماعة “كلنا اسرائيليون” – فرع المغرب- أنفسهم الاعتذار للمغاربة، أو التراجع عن قصفهم الإعلامي المتواصل للمقاومة الفلسطينية، ولكل من يساندها ويدعمها، موجهة مدفعية افتتاحيات ذراعها الإعلامي، لعبد الإله ابن كيران ولحزبه بالتحديد، لغايات معروفة منذ زمن “من القلب إلى القلب”، وغايات أخرى تشكلت عقب كل تقدم انتخابي سجله حزب ابن كيران، أو عقب كل تقدم سياسي وثقافي يسجل لفائدة القيم النبيلة، ولفائدة الشعوب المقهورة في المنطقة العربية والإسلامية، مما تحسب الجماعة إياها، أنه سيصب لصالح ابن كيران، وهو ما يعني في لا شعور “الجماعة” بوار بضاعتها وكساد تجارتها.
إن المتابع للشأن السياسي والإعلامي في المغرب، لن يجد صعوبة في تصنيف “الأحداث المغربية” على أنها أكبر من مجرد جريدة تنشر الأخبار وباقي الأجناس الصحفية، بل تتعدى ذلك إلى نشر “كَنس” آخر أقرب إلى البلاغات والبيانات السياسية و”الصحيفية” (نسبة الى صحيفة حصار بني هاشم) ، بما تتضمنه من تهديد ووعيد وترهيب لكل المخالفين، ومحاولة احتكار الحديث باسم عموم المغاربة، دون أن يتقدم كتابها للانتخابات، أو على الأقل كاتبها الأكبر، حتى نتفهم إمكانية حديثهم باسم من يصوتون عليهم، وكذلك محاولة احتكار الحديث باسم الدولة، رغم أن الدستور لم يأت على ذكر أي مؤسسة باسم “الأحداث المغربية”، ولم نعلم أن هذا الاسم يعود لناطق باسم الحكومة أو باسم مؤسسة من مؤسسات الدولة المعروفة، والتي تخاطب المغاربة بمنتهى اللباقة والاحترام.
وهل يعلم الذراع الإعلامي لجماعة “كلنا اسرائيليون”، المحظورة في وجدان وفي حاضر ومستقبل المغاربة، أنهم باستمرار القصف العشوائي الذي ينفذونه ضد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، يجعلونه سعيدا كل يوم، وهو يستعيد ضحكته المشهورة، وإن على استحياء، كلما قرأ ما يُكتب عنه على جريدة “الجماعة”، خاصة في هذه الفترة العصيبة على غزة، التي اصطف فيها كل المغاربة إلى جانب الفلسطينيين وبالأخص الى جانب حركة “حماس”، إلا صاحب “الأحداث” الآمر بالكتابة فيها، ومن ينفذ الأمر.
ومناط سعادة ابن كيران، هو كونه يهاجَم بلغة السب والشتم، ولغة التحريض على الايذاء، من طرف من اعترفوا بما كتبته أيديهم، أنهم اسرائيليون، أي أنهم متفقون مع ما يقوم به نتنياهو وعصبته في غزة، ومتفقون معه في الموقف من “حماس”، بينما ابن كيران يعلن أمام المغاربة وكل العالم، أنه يناصر “حماس” كما يناصرها الملايين، وهذه وحدها تكفى ابن كيران على سلم الانتماء للشعب وللأمة، وعلى سلم المصداقية وسلم المشروعية، وهذه سلالم تمثل رافعة أساسية في ميدان السياسة، الذي ليس محفوفا بالضرورة بالمقاعد والمواقع والمناصب، وإنما قد تكون جذوره ضاربة في أعماق الوجدان والذاكرة، تؤتي أكلها (المواقع الانتخابية) كلما سنحت الفرصة التاريخية، تماما كما تؤتي ضربات المقاومين الذين يخرجون من عمق التراب، في غزة، مما يتابعه الشعب المغربي -إلا من أبى- وعموم الشعوب، من انتصارات باهرة على سلم التحرير ودحر الاحتلال.