الدويري: لا أخفي أو أنكر أني أنحاز للمقاومة عاطفيا ووجدانيا.. وما يقوم به شبابها مدعاة للفخر
قال فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن البعض يؤاخذ عليه الانحياز للمقاومة عاطفيا ووجدانيا، مشددا أنه لا يخفي ذلك ولا ينكره.
وأضاف الدويري في حوار مع “الجزيرة نت“، الأربعاء 03 يناير 2024، ومع ذلك عندما أصف المعركة أصفها بمنتهى التجرد حسب قناعاتي ولا أضخم، لأن واقع ما شاهدته خلال ما يقارب 90 يوما الماضية يعد أمرا خارقا للعادة، وبالتالي شباب المقاومة وجدت فيهم رائحة (خالد بن الوليد) سيف الله المسلول و(ضرار بن الأزور) عاري الصدر وسعد بن أبي وقاص، من حيث الأداء.
واسترسل، “أدخل الأستديو وأنا مصمم على الحياد المطلق، لكن الحياد المطلق مهما حافظت عليه في توصيف الواقع عندما أحلل أي معركة أو أقارن بين الفيديوهات من “القسام” أو “الجهاد” أو الفيديوهات من الكيان الإسرائيلي فإن البعض يرى أنني متحيز، لكن الحقيقة أن هذا مدعاة فخر، وإذا لم أشعر بالفخر فأنا أتخلى عن عروبتي، وبالتالي أنا لن أتخلى عن ديني، ولن أتخلى عن مبادئي وقيمي، ولن أتخلى عن عروبتي”.
وعن الفرق بين تحليل الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على غزة، قال الدويري: “عندما كنت أحلل الحرب الروسية الأوكرانية كان الموضوع بالنسبة لي مطلقا في البعد العاطفي الوجداني، فأنا أتحدث عن طرفي قتال ولا يوجد أي ارتباط لي بأي منهما، ولا توجد لدي أية ميول لأي منهما، فقط محلل أصف ما يجري وأطرح قراءاتي التي قد تكون صائبة أو خاطئة”.
ولكن، يستدرك الخبير الاستراتيجي، “عندما بدأت أحلل أحداث غزة كنت أعيش الحدث لما أشاهده من عمل خارق للعادة، ورغم أنفي كنت أشعر بالفخر والعزة، أنا دمي عربي، أنا مسلم، وفلسطين قضيتي، وهذا المقاتل أخي أو ابني، لذلك عندما أشاهد هذا الأمر البطولي أتحرك وجدانيا وأنفعل، وتتغير قسمات وجهي، وتتغير نبرات صوتي رغم أنفي”.
تفاعلات وردود
وفي جوابه عن سؤال يتعلق برده على التعليقات التي يتلقاها على تحليلاته، قال الدويري إن هذه الحرب تغطى من أكثر من جانب، ومن الصديق المساند ومن العدو الناقد، وما عليك إلا أن تتابع كل ما يكتب حول هذه الحرب ضمن الوقت المتاح لك، والآن العالم أصبح قرية صغيرة، وبالتالي تستطيع الحصول على المعلومة بسهولة.
وأردف، “في ما يتعلق بالتعليقات فأنا لا أقرأ التعليقات مطلقا، ولا أشغل نفسي بها ولا أملك ترف الوقت للرد على من ينتقد لمجرد الانتقاد فقط”.
وأضاف المتحدث ذاته، “يكفي في النهاية أنه إذا أردت أن تعرف موقفك فانظر إلى سهام العدو، فكل من ينتقد فايز الدويري عليه أن ينظر إلى الإعلام الإسرائيلي. فهل هو معجب بشخص فايز الدويري أم أنه وظف معظم شخصياته للنيل مني؟ فكل من ينتقد فايز الدويري أضعه في الصف الإسرائيلي. هذه قناعتي، وقد لا تكون واقعية 100%”.
الأداء السياسي لحماس
شدد الدويري أن القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس ما تزال منسجمة مع الأداء الميداني المتميز، لكن اليد المنفردة لا تصفق.
وأضاف، ولذلك “يجب أن يتم دعم حماس سواء في البعد العسكري أو الشق السياسي، لأن حماس تحارب العالم بهذه الإمكانات، 362 كيلومترا مربعا ومحاصرة من القريب والغريب والصديق والعدو، وهم في الأخير بشر لديهم قدرات على التحمل ولديهم إمكانات محدودة”.
وتابع الدويري، “في ظل هذه التحديدات وهذه الإمكانات المتواضعة قدموا ما يفوق الخيال، وبالتالي على العرب والمسلمين دعم مواقف حماس في البعدين العسكري والسياسي، ونأمل ذلك”.