معطى هيكلي.. صقلي عدوي: نعاني من “ندرة المياه” ويجب وضع سياسات عمومية تراعي الأزمة التي نعيشها

أكد إدريس صقلي عدوي، رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء، أن موضوع الجفاف له أهمية كبيرة ببلادنا وأيضا على المستوى العالمي، بالنظر للتحولات المناخية التي يعرفها العالم.
وشدد صقلي عدوي في تصريح لـ pjd.ma، أن هناك معطى جد أساسي يتم نسيانه في بعض الأحيان، وهو أن 93 بالمائة من التراب الوطني يوجد في منطقة جافة أو شبه جافة، مما يجعل من الجفاف معطى هيكليا، وينبغي التعاطي معه على هذا الأساس، وبالتالي إدماجه في السياسات العمومية المختلفة.
واسترسل، ليس فقط في القطاع الفلاحي، بل يجب أن يراعى هذا المعطى خلال وضع مختلف السياسات القطاعية، منتقدا غياب الحكامة وضعف إدماج البعد المناخي في مضامين ومكونات العديد من هذه السياسات القطاعية.

التنمية المندمجة
وذكر صقلي عدوي أن التعامل مع هذا المعطى، بالأوصاف المذكورة، يستدعي البحث عن سبل تنمية البادية المغربية بخلق وظائف ومداخل اشتغال لا تنحصر في التنمية الفلاحية، بل بالعمل على وضع مقاربة شاملة وشمولية ومندمجة في العالم القروي، تحقق تنمية الأخير، بحيث تصبح الفلاحة أحد مداخل هذا المطلب وليس مدخله الوحيد.
ولأن 80 بالمائة من المياه المغربية يستهلكها القطاع الفلاحي، يقول رئيس منتدى التنمية للأطر والخبراء، فإننا أمام وضع معقد يستهلك ما بين 7 و8 مليار متر مكعب من المياه السنوية في قطاع واحد، وهو الوضع الذي يستوجب حدا كبيرا من التنسيق والحكامة.
وتوقف صقلي عدوي عند دراسة علمية حول الماء بالمغرب، وشملت 70 سنة الأخيرة، والتي بينت أننا خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كانت لنا سنة جافة على خمس سنوات مطيرة، في حين، أصبحنا خلال تسعينيات القرن الماضي نعيش في ظل سنة جافة وأخرى مطيرة.
هذا الوضع، يسترسل الخبير الفلاحي والزراعي، يجعل كل حديث عن الجفاف بالمعنى الكلاسيكي غير ذا محل، لأننا يجب أن نتحدث عن إشكالية ندرة المياه، وهي إشكالية دائمة.

محاذير
وحذر صقلي عدوي من بعض الإجراءات السلبية للتعامل مع الموضوع، ومنه اللجوء إلى المياه الجوفية، كما هو واقع في سوس ماسة، مشددا أن استنزاف المياه الجوفية يستوجب دق ناقوس الخطر، لأنه يهدد المخزون الاستراتيجي للمياه والأمن المائي للمغاربة.
ووصف رئيس لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب السابق التوجه الذي مضت فيه الدولة، المرتبط بتحلية مياه البحر بالأمر الإيجابي، قائلا إن لنا اليوم تسع محطات للتحلية، والتي ستصل إلى عشرين في 2030، مشيرا إلى أنها ستقوم بدور أساسي على مستوى توفير المياه للقطاع الفلاحي بدل استخدام المياه الجوفية.
وإضافة إلى إدماج البعد المناخي في السياسات العامة وتطوير وتنمية مسألة التحلية، شدد صقلي عدوي على أهمية البحث العلمي في هذا الموضوع، داعيا إلى تشجيعه وتمويله وإعطائه الأهمية التي يستحق، خاصة في ظل هذا الظرف الذي نعيشه والأزمة المائية التي نعرفها.
كما دعا المتحدث ذاته إلى تطوير الفلاحة السقوية على أساس إنتاجية مقتصدة في استعمال الماء، مع إعادة النظر في السلاسل الإنتاجية المستهلكة للماء، وكذا دعم الفلاحين بمراعاة الصغار والكبار والمناطق والسقوية والبورية والجبلية بكل اعتدال وتوزان وحكامة وشفافية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.