مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين: التطبيع سقط شعبيا وجماهيريا ويجب إسقاطه رسميا ومؤسساتيا

أكدت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الإرهابي سقط شعبيا وجماهيريا، مشددة أنه يجب الآن إسقاطه رسميا ومؤسساتيا.
جاء ذلك خلال ندوة صحفية نظمتها مجموعة العمل بتنسيق مع لجنة “العريضة الشعبية للمطالبة بقطع العلاقات وإلغاء جميع الاتفاقيات مع كيان الاحتلال الصهيوني”، الأربعاء 10 يناير 2024 بالرباط.

تزامن رمزي
وفي كلمه له بالمناسبة، قال عبد القادر العلمي، منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن تقديم العريضة يأتي وبلادنا تحتفي بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مشددا أن هذا التزامن له دلالته الرمزية.
وأضاف العلمي، هذه العريضة تتويج وخلاصة لما جرى في مئات المسيرات والوقفات التي اجتاحت كل أنحاء المغرب، والتي طالب فيها الشعب المغربي بضرورة إنهاء كل علاقة وصلة وشكل من أشكال التعامل مع كيان وعصابة الغصب، بالإضافة إلى التعبير عن دعمهم للمقاومة واستنكار المجازر التي يقوم بها الاحتلال.
وعبر المتحدث ذاته عن أمله في أن تتم الاستجابة لإرادة الشعب المغربي وإزالة وصمة العار التي هي في جبين المغرب بسبب التطبيع، ومن أجل فلسطين ومن أجل الكرامة العربية والإنسانية والإسلامية.

أسباب النزول
من جانبه، قال النقيب عبد الرحمن بنعمرو، وكيل لائحة عريضة المطالبة بإسقاط التطبيع، إن هذه العريضة تأتي لأسباب متعددة، ومنها أن الكيان الصهيوني كيان مفتعل، ويرمي إلى إضعاف الدول العربية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.
وتابع بنعمرو في كلمة له خلال الندوة الصحفية، ولأنه كيان يحتل أرضا ليست بأرضه، ولأنه كيان قائم على العنصرية.
وأردف المتحدث ذاته، إضافة إلى أنه كيان رفض ويرفض وما يزال، وبدعم الولايات المتحدة وحلفائها، تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالشعب الفلسطيني، واللجان المتفرعة عنها.
واسترسل، فضلا أن مواقف إسرائيل كانت وما تزال مستمرة داعمة للإمبريالية العالمية التي تقف في وجه الشعوب التحررية والتواقة إلى الاستقلال.

التطبيع ساقط
تلا المحامي والحقوقي عبد اللطيف الحاتمي، البيان الختامي لمجموعة العمل ولجنة العريضة، حيث أوضح أن العريضة تأتي في سياق الملاحم البطولية التي يقودها الشعب الفلسطيني الشامخ، في وجه آلة البطش الصهيونية المدعومة من أمريكا وغيرها، بما يجسد حقيقة الصراع في فلسطين، باعتباره امتدادا لسياسات الاستعمار والإمبريالية.
وذكر الحاتمي أن إسرائيل كيان احتلالي استيطاني عنصري دموي إرهابي، بطبيعته ومرجعيته وأسسه وسلوكياته القائمة على الإبادة الجماعية والتقتيل والتهويد والتزويد والتهجير.
وشدد البيان أن معركة طوفان الأقصى المباركة التي سطرتها المقاومة الفلسطينية الصامدة، هي دليل وعلامة على الصمود البطولي والأسطوري لشعب الجبارين في غزة، وفي ضفة عرين الأسود، وفي قدس الرباط.
ونبه الحاتمي إلى أن العريضة تأتي في سياق حالة سياسية إقليمية جد بئيسة، في ظل هرولة تطبيعية، في محاولة للقفز على قضية فلسطين والتوجه إلى التطبيع المباشر، مما جعل إسرائيل وأمريكا تستفرد بالشعب الفلسطيني في مشاهد تقتيل ومجازر علنية ومباشرة.
وأعلن المتحدث ذاته دعم الشعب المغربي ومجموعة العمل الوطنية للمقاومة الشعبية المسلحة البطولية، واستمرار المجموعة في معركة محلية هي بمثابة طوفان شعبي ضد الاختراق الصهيوني لبلادنا، والتي عرفت وتعرف اليوم زخما شعبيا عارما جدا في كل ساحات وميادين وفضاءات البلاد، والتي ضجت بأصوات المغاربة التي تنادي بشعار مركزي عنوانه “المقاومة أمانة والتطبيع خيانة”، والمطالبة بإيقاف وإلغاء كل مسارات التطبيع، وعلى رأسها إغلاق ما سمي بمكتب الاتصال بالرباط وسحب مكتب الرباط بتل أبيب نهائيا.
وأوضح الحاتمي أن إسقاط التطبيع مطلب شعبي جامع، وهو اليوم مسألة أكثر إلحاحية حتى بمنطق المقارنة بين جرائم الاحتلال لسنة 2000 وجرائم اليوم في غزة والضفة والقدس.
وتوقف المتحدث ذاته عند تواتر فعاليات التوقيع على العريضة مركزيا وجهويا ومحليا، والتي شهدت إقبالا كبيرا من قبل المغاربة من مختلف الفئات والتوجهات، حيث تجاوزت 10 آلاف توقيع، بما يتجاوز بالضعف رقم 4000 توقيع التي يشترطها القانون التنظيمي لتلقي العرائض.
واعتبر الحاتمي أن اللجنة البرلمانية المسماة صداقة مغربية إسرائيلية هي لجنة العار، وهي إهانة للشعب المغربي، لأن التطبيع مرفوض، وأيضا باعتبار الدم الفلسطيني المسفوك من لدن الكيان الإرهابي.
ونبه البيان إلى خطيئة ربط التطبيع بالصحراء، موضحا أن التطبيع خطر على المغرب دولة وشعبا، فضلا عن كون التطبيع طعنة غدر لقضية فلسطين وللشتات وللأسرى.
وخلص الحاتمي إلى أن العريضة تأتي في سياق جو مشتعل وغاضب ورافض للتطبيع، كما تأتي بالتزامن مع تخليد الشعب المغربي لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بما يؤكد أن رفض التطبيع يتساوى كليا مع رفض الاستعمار، باعتبار التطبيع هو أخطر من الاستعمار نفسه، لأنه دليل قبول به وخضوع له.

استجابة الدولة
أكد عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد الوطني لمناهضة التطبيع، أن المغاربة عاشوا خلال هذه السنوات الثلاث لما بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على مشاهد ومظاهر ابتزاز من الصهاينة في وجه الدولة.
وقال هناوي في كلمة له خلال الندوة الصحفية نفسها، إنه يتوقع استجابة الدولة لهذه العريضة التي تم توجيهها لرئاسة الحكومة، والموقعة من آلاف المواطنين المغاربة، وفق القانون التنظيمي المؤطر لعملية تقديم العرائض.
وذكر المتحدث ذاته أن المطلوب ليس بدعا من الأحداث، بل هو إغلاق مكتب الاتصال، والذي سبق أن اتخذ المغرب نفس الخطوة سنة 2000، في وقت لم تصل فيه جرائم الاحتلال إلى ما نراه اليوم من مجازر رهيبة على أرض فلسطين وخاصة بغزة.
وشدد هناوي أن الشعب المغربي مع فلسطين وضد الابتزاز في قضية الصحراء المغربية، موضحا أن الدولة هي التي تؤدي ضريبة التأخر في إقفال مكتب الاتصال، لأن الشعب عبر عن موقفه ودعا إلى إيقاف التطبيع، وينتظر تصحيح المسار من أجل استقرار وسلامة البلد في الحال والمستقبل.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.