الخليفة: آلمني وحز في نفسي أن أرى مؤسسات دستورية تخالف توجيهات جلالة الملك بخصوص تعديل المدونة
عبر مولاي امحمد الخليفة، القيادي الاستقلالي والوزير السابق، عن رفضه التام لتصريح ممثلي مؤسسات دستورية بأشياء مخالفة لثوابت الدولة وتوجيهات وكلام جلالة الملك.
جاء ذلك في مداخلة للخليفة خلال ندوة فكرية بعنوان: “الحركة الوطنية وقضايا الأمة“، والتي نظمتها “حركة التوحيد والإصلاح” بإقليم الرباط، 21 يناير 2024.
وزاد: “لقد صرفت وقتا طويلا في قراءة المذكرات المقدمة للجنة المكلفة بتعديل مدونة الأسرة، وحز في نفسي أن أرى مؤسسات دستورية تخالف ما قاله الملك بخصوص الثوابت التي يقوم عليها هذا الإصلاح”.
واسترسل، لقد عشنا 14 قرنا بما أنزل الله في كتابه، مشيرا إلى أن الأسرة في الإسلام ليست هي كما في باقي الأديان، داعيا إلى الوقوف عند تأكيد جلالة الملك في مرتين متتاليتين بأنه، بصفته أميرا للمؤمنين، لن يحل ما حرم الله، ولن يحرم ما أحل الله.
حكومة عاجزة
في موضوع آخر، انتقد الخليفة الوضع السياسي والعام الذي تعيشه بلدنا في ظل هذه الحكومة، مشددا أنه ما كان يصح أن نصل إلى هذا التخلف الذي نعيشه اليوم، تخلف سياسي وثقافي وتأطيري، وزواج للمال بالسياسة، في ظل حكومة عاجزة وفاشلة.
وأضاف المتحدث ذاته، نعيش في وضع مأساوي في عدد من المستويات، ومنه في ما نراه في التعليم وفي غيره، منبها إلى أن الخلل المجتمعي الذي عشناه بوجود رئيس الحكومة يوقع على اتفاقيات مع نقابات دون أن تتوقف حركة احتجاج الأساتذة أمر خطير وغير مقبول، داعيا إلى معالجة الأسباب التي جعلتنا أمام هذا النوع من الحكومات.
كما دعا الخليفة إلى وقف استهداف التعليم وضرب المدرسة العمومية في عمقها، وفتح أبوابها أمام الاستثمار الخاص، محذرا من خطر هذا الاستهداف على الأمة المغربية، باعتبار التعليم هو البوابة الأساسية لأجل الإصلاح.
وأردف، كفى من التجارب، يجب أن يكون التعليم المغربي موحدا ومعمما، وباللغة العربية مع الانفتاح على اللغة الإنجليزية.
القضية الفلسطينية
قال الخليفة إن قضية اليوم والغد هي قضية فلسطين، مشددا أن هذه القضية إن انتهت سننتهي جميعا، داعيا في هذا الصدد إلى مواجهة الاحتلال وقتلة الرسل والأنباء.
واعتبر القيادي الاستقلالي السابق أن البطولة التي قامت بها حركة حماس المجاهدة، أعادت لنا الثقة في قوتنا، وأحيت فينا الروح، وفتحت أعيننا على واقع الأمة العربية والإسلامية.
وذكر المتحدث ذاته، أنه بعد أن صرحت إسرائيل بكل مسؤوليها وقادتها وبرلمانييها بأنه لن يتم بناء دولة فلسطينية، فإنه لم يعد من سبب يبرر تأخر الحكومات العربية في إيقاف التطبيع مع الاحتلال.
واسترسل، الشعوب تعبت من الدعوة إلى إسقاط التطبيع، والحكومات العربية والإسلامية يجب أن تكون مع ضميرها، وأن تثور على الوضع، وأن تنصت إلى رأي الشعب، بعد أن أعلن الاحتلال الحرب على كل إنسان، وعلى الإنسانية جمعاء.
وأضاف الخليفة، ماذا تنتظر الحكومات العربية لتوقف التطبيع؟ هل بلغ بنا الاستهزاء بمقومات الأخوة والتضامن أن نقف عاجزين ومتفرجين إلى أن تأتي جنوب إفريقيا وتقدم دعواها أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة الاحتلال؟
وخلص إلى أنه يجب على الحكومات العربية والإسلامية أن تحسم موقفها إلى جانب فلسطين، معبرا عن يقينه أن فلسطين ستنتصر في النهاية، مهما كانت شدة الآلام والدماء التي نراها اليوم، وأن “تسونامي” التحرير على أرض فلسطين لن يبقي عليها وفوقها إلا المقاومين والمجاهدين.