في ذكرى يوم المرأة العالمي…الاحتلال يقتل 9 آلاف امرأة فلسطينية خلال العدوان على غزة
يحتفي العالم اليوم الجمعة بـ”يوم المرأة العالمي”، في ظل اختلاف واقع المرأة في فلسطين وقطاع غزة، عن نظيراتها في العالم، فعلى مدار خمسة اشهر ماضية قدمت المرأة الفلسطينية أروع التضحيات، فهي أم الشهيد التي ربته وعلمته حب الوطن والتضحية، وأخته التي ساندته، وزوجته التي حفظت أسراره وحفظته في بيته وماله حين خروجه، وجدته التي زغردت حينما عاد شهيدا.
إلى جانب دورها غير معلن في مقاومة الاحتلال وأحيانا المعلن في عديد من العمليات الفدائية التي دشنتها الشهيدة دلال المغربي في سبعينيات القرن الماضي، ووفاء ادريس وهنادي جردات وريم الرياشي والختيارة الاستشهادية فاطمة النجار، اللاتي قضين مطلع القرن الماضي، وغيرهن كثير من الفدائيات.
وبحسب خبراء فقد لعبت المرأة الفلسطينية دورا بارزا في حماية ظهر المقاومة الفلسطينية خلال معركة “طوفان الأقصى”، بل كان دورها الأهم وعامل الصمود لأهل غزة، على مدار أكثر من 154 يوما في ظل انعدام مقومات الحياة.
نموذج كوني
وفي هذا الصدد، قال الأكاديمي وأستاذ الإعلام في الجامعات الفلسطينية محمد أبو الفحم: “يقع على كاهل المرأة الفلسطينية إكمال دور زوجها في راعية البيت وتعزيز صمود الجبهة الداخلية بعد خروج الرجال للقتال والأهم في تربية الأبناء ورعايتهم في ظل الأوضاع العادية”.
وأضاف أبو الفحم: “خلال الحرب وفي ظل انعدام كل مقومات الحياة في غزة وبعدما دمر الاحتلال كل شيء تكون هذه المهمة تنأى على حملها الجبال، فهي تخلق من العدم كل شيء من طعام وشراب وملبس ورفع معنويات أطفالها.”
وتابع: “مع بزوغ الفجر تستيقظ هذه المرأة وبيتها فارغ بفعل تشديد الحصار وهي لا تعرف ماذا يمكن ان تطعم أطفالها ليكون الخير على يديها صباحا دون الدخول في التفاصيل”.
ويستطرد قائلا: “بقليل من الدقيق (الطحين) غير المتوفر بفعل تشديد الحصار تصنع طعاما يكفي أبناءها وتوزع على الجيران كذلك، دون أن تجد تحليلا منطقيا لما يحدث غير أنها إحدى بركات الأرض المقدسة، وإكراما لهذه الأم التي أخذت في الأسباب وتوكلت على الله فكان لها ما أرادت”.
من جانبها، قالت الإعلامية هالة الحسنات: “تقوم المرأة الفلسطينية بالدور الأبرز إذا ما كتب لها الحياة حين يقصف بيتها، فنراها هي من يهون على أطفالها ويرعاهم بعد تشردهم، ليكون لها الدور الأبرز في مراكز الايواء في ظل انعدام مقومات الحياة دون خوف”.
وأضافت: “المرأة الفلسطينية في غزة تنام وهي تلبس ثوب الصلاة حتى إذا ما قصف بيتها وهي نائمة لا تنكشف لفرق الإنقاذ من رجال الدفاع المدني وتكون مستورة فهي تدرك أنها في أي وقت ممكن أن يقصف بيتها لذا تأخذ احتياطاتها”.
وتابعت: “هذه الثقافة من الصمود والنفس الطويل تمنحها الأم الغزية لأطفالها وقبل أطفالها تكون قد عاهدت زوجها الذي خرج إلى ساحات الوغى أن لا تقلق على بيتك فهو في أيدي أمينة، ليؤدي دوره على أكمل وجه وهو مطمئن، فإن كتبت له الشهادة شفع لها يوم القيامة؛ وإن عاد منتصرا فإنه يكمل معها مسيرة الحياة ليؤسسان لمجتمع مقاوم قلما يتكرر في التاريخ الحديث”.
جرائم صهيونية
من جهته اتهم أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة المجتمع الدولي بالتنكر لحقوق المرأة الفلسطينية وصمت عن الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحقها عشية الثامن من مارس.
وقال القدرة في تصريح مكتوب له:” صمت المجتمع الدولي ساهم في الابادة الجماعية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات وأطفالهن وعائلاتهن يومياَ على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي المدعومة أمريكيا وأوروبيا”.
وكشف أن النساء يشكلن 49% من سكان قطاع غزة معظمهن في سن الإنجاب، مما يفاقم أوضاعهن الصحية والنفسية نتيجة العدوان الاسرائيلي.
وقال القدرة: “المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة تتعرض لأسوأ كارثة إنسانية من القتل والتشريد والاعتقال والاجهاض والأوبئة والموت جوعا نتيجة العدوان الاسرائيلي”.
وأضاف أن “الاحتلال الاسرائيلي قتل نحو 9 آلاف سيدة منهن ألاف الأمهات والسيدات الحوامل والكوادر الصحية”.
وأكد وجود 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة، ونحو 5000 سيدة حامل في قطاع غزة يلدن شهريا في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتشريد.
وطالب القدرة الأمم المتحدة بالعمل على وقف فوري للعدوان الاسرائيلي والإبادة الجماعية التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية واسرتها.
وحث مؤسسات المرأة حول العالم بالوقوف الى جانب المرأة الفلسطينية وتحشيد الطاقات للمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي.
ودعا المؤسسات الدولية بدعم الاحتياجات المعيشية والصحية والنفسية والاجتماعية للمرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.
نقلا عن القدس بريس