أكد مولاي امحمد الخليفة، المحامي والوزير السابق، أن النقاش الحقيقي للمغاربة في هذا الظرف حول مدونة الأسرة، هو الذي يضمن تكاثف جميع المغاربة في نطاق ذلك الاجتهاد الذي حدده جلالة الملك، الوراد في خطاباته وفي الرسالة الموجهة لرئيس الحكومة.
وأضاف الخليفة خلال استضافته في برنامج “مع المهداوي“، “لا نريد من هذا النقاش أن يكون فرصة لكي يستفيد منه الغرب حالا أو في المستقبل، ويخدم مصالحه ومخططاته”، مشددا أن “النقاش يجب أن يكون، لكن ليس في أشياء حُسمت منذ 14 قرنا”.
وعبر المتحدث ذاته عن قناعته بأن لنا مشاكل أكبر وأفظع وأكثر، اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا، وهي الأولى بالنقاش، خاصة وأن البلد تكاد تنفجر بسببها.
واعتبر الخليفة أن المتربصين بالمغرب وبالعالم الإسلامي هم الذين يستفيدون من الخلاف حول مرجعية المدونة، مشيرا إلى أن جلالة الملك تحدث عنهم وألمح إليهم حين دعا إلى أن نكون قوة متكاثفة وموحدة في وجههم.
ولذلك، يردف الوزير الأسبق للوظيفة العمومية، يجب أن ننظر إلى مستقبل المغرب والعالم الإسلامي في ملف الأسرة وفي غيرها، لأن الأمر بخصوصها يتعدى الشأن المحلي، ذلك أن الإمبريالية الأمريكية والصهيوينة، وصلت حد أن تخلق لكل شعب عربي عدوا من نفسه، وخلقت لكل دولة نزاعا مع جيرانها.
وشدد الخليفة أن اللجنة المكلفة بتعديل المدونة لن تستطيع أن تقدم أي شيء يعارض ما جاء في الخطاب الملكي، معتبرا أن لنا صمام أمان، وهو جلالة الملك.
ونبه المتحدث ذاته، إلى أن التشريع لا يكون من أجل حالات شاذة، بل من أجل المجتمع في عمومه، وأن الذين يعانون من ظروف خاصة لابد وأن تعالج حالاتهم في إطارها الخاص، لا أن يتم تشريع قانون يتجاوزهم إلى أن يكون قانونا على المجتمع كله، مشيرا في هذا الصدد إلى ما يثيره البعض بخصوص التعصيب وزاوج أقل من 18 سنة والتعدد.
واعتبر الخليفة أن جوهر ما نعاينه من إشكالات يكمن في أننا لا نريد أن نأخذ الطريق السليم للأخذ بما في القرآن الكريم من توجيه لأن نكون خير أمة أخرجت للناس، داعيا إلى الوعي بحقيقة الدين، وعدم الانجرار إلى الشعارات الغربية ولما يحاول أنصار اتفاقية سيداو فرضه على العالم.
وشدد الخليفة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعرف أين تكمن المصلحة الحقيقية للخلق، مبرزا أن في تشريعه العدل المطلق، لأنه سبحانه وتعالى عليم حكيم.
وبخصوص قول البعض إن عمر رضي الله عنه أوقف حد السرقة خلال فترة تاريخية معينة، قال الخليفة إن الذين يدفعون بهذا من أجل تغيير النصوص القطعية لا يعرفون سيدنا عمر ولا أسباب النزول، كما لا يعرفون موافقات عمر رضي الله عنه للقرآن الكريم، لأنها شيء عجيب.
واسترسل، كما أن هؤلاء لا يعرفون سيرته ولا حقيقة إيمانه والتزامه بالنص، مشددا أنه حتى لو تجاوزنا كل هذا، فإن فعل عمر رضي الله عنه ليس أولى وأسبق من آيات القرآن ونصوص الأحاديث، وهي واجبة الاتباع، يؤكد الخليفة.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا