الزكدوني: العوامل المناخية واختيارات المخطط الأخضر أوصلتنا إلى ما نحن فيه من “إجهاد مائي”
أكد العربي الزكدوني، مستشار في الاقتصاد الزراعي والتنمية القروية، أن التقويم الهيكلي الذي عرفه المغرب قبل عقود أثر على الدورات الزراعية، والتي أثرت بدورها عل الثروة المائية، إضافة إلى المخطط الأخضر الذي أعطى تحفيزات قوية لتوسيع المساحات المسقية، وكذا تأثيرات المناخ، وكلها عوامل تفسر ما نحن فيه من طامة كبرى تسمى بـ “الإجهاد المائي”.
وتساءل الزكدوني في تصريح لـ pjd.ma بمناسبة مشاركته في ندوة حول “تدبير ندرة الماء بين الإكراهات المناخية والسياسات العمومية“، نظمتها جمعية مهندسي العدالة والتنمية، السبت 23 مارس 2024 بالرباط، هل هذا الوضع السلبي للماء في بلادنا هو وليد اليوم أم أنه معطى هيكلي أم هو نتيجة لمسلسل تتداخل فيه سياسات واختيارات بشرية؟
واسترسل، لأن الجواب عن كل عامل يؤثر على السبل والطرق التي تستوجب اعتمادها لمواجهة الأزمة، مشددا أن هذا الوضع المائي يشكل خطرا فعليا على الاقتصاد المغربي وعلى الوجود الاجتماعي ككل، لأن الماء هو كل شيء.
وتوقف الزكدوني عند ثلاثة معطيات أثرت على ما نحن فيه، وأولها أن 85 بالمائة من التراب الوطني هو تحت مناخ جاف أو شبه جاف، أي أن مجموع الأمطار التي تسقط في تلك المناطق ضعيف ولا يلبي حاجيات الساكنة.
وأما المعطى الثاني، يضيف المهندس الخبير، فهو تمركز الموارد المائية للأمطار في رقعة ضيقة من المغرب، حيث إن 50 بالمائة من الواردات المائية تسقط في حوالي 7 بالمائة من مساحة المغرب.
وأضاف الزكدوني، وأما المعطى الثالث، فهو أننا أمام مفارقة غريبة، وهي أن المناطق التي تسقط فيها الأمطار ليست فيها تربة صالحة للزراعة بشكل كبير، مقابل أراضي زراعية لا تسقط بها أمطار جيدة أو كافية، مما يطرح السؤال حول السياسة الفلاحية المعتمدة لسقي مليون هتكار التي حُددت كهدف، داعيا إلى مراجعة الاختيارات الزراعية ببلادنا لمواجهة الوضع.