كلمة الموقع: تفاعلا مع كريم سراج وعموده في ” le 360″
بعد الاطلاع على ما كتبه السيد كريم سراج في موقع “le 360” يوم 24 مارس 2024 في عمود تحت عنوان “ابن كيران والعدالة والتنمية: وقائع موت معلن”.
حاولنا قبل التفاعل مع ما جاء في هذا العمود أن نفهم في أي جنس من الأجناس الصحافية يمكن تصنيف هذا العمود، كما أننا عدنا للاطلاع على كتابات السيد كريم سراج السابقة ولاسيما بخصوص الحزب، باعتبار أنه لم يسبق لنا أن قرأنا له، وفي الحقيقة لم نستطع تصنيف عمود يجزم في أمور كثيرة تصدر تكهنات تتعلق بالموت وتسبر نوايا مجموعة من الأشخاص وتقدم مجموعة من المغالطات وكأنها وقائع وحقائق، وهي مغالطات لا تعدو أن تكون من وحي خيال صاحبها ومما قد تتمناه نفسه باعتبار أن صاحبنا يبدو أنه لا يحمل ودا يذكر لحزب العدالة والتنمية ولأمينه العام ولا يكتب عنه إلا “كرافعة” ليبرز أكثر دفاعه عمن هو مكلف بالدفاع عنهم، كما ورد له في عمود سابق نشره بتاريخ 21 يناير2024.
لذا، لم نجد من طريقة للتفاعل مع ما ورد في هذا العمود إلا أن نطرح على صاحبه وعلى من يكون قد أوحى له به مجموعة من الأسئلة:
1- ونبدأ بعنوان العمود، وهو في الحقيقة عنوان غريب ومثير ومقزز، حيث كان بالإمكان تركيز واختزال مضمون العمود في عنوان آخر يتعلق بنهاية، أو بسقوط، أو بانهيار، أو بغيره، لكن اختيار عنوان الموت المعلن لابن كيران وللعدالة والتنمية يطرح سؤالا كبيرا حول مضمون الرسالة التي يوحي بها صاحب المقال ومن وراءه: هل يتعلق الأمر بإنذار، أم بتهديد، أم في الحد الأدنى بنبوءة فاسدة؟
2- ما رواه ووصفه صاحب العمود بقوله “نشهد استقالات متوالية للعديد من الشخصيات القوية”، ولم يجد ما يسعفه من مثال إلا التذكير باستقالة الأخ عبد القادر عمارة، وهنا نطلب منه أن يمد الرأي العام بلائحة الاستقالات المتوالية للعديد من الشخصيات القوية، ولن نرفع في وجهه أكبر من تحدي بسيط وهو ألا يعطينا لائحة طويلة “للشخصيات القوية العديدة” وإنما أن يكتفي بإعطائنا أسماء ثلاث شخصيات قوية أعلنت استقالتها من الحزب لا أقل ولا أكثر؟ ثم كيف يستسيغ صاحب العمود ويهضم هذا التناقض فلا ينعت بالقوية إلا الشخصيات العديدة التي يدعي أنها قدمت استقالتها من الحزب؟
3- بخصوص ادعاء كاتب العمود أن قياديين سابقين يراقبان من بعيد الصراعات التي اندلعت بين من سماهم صاحب العمود المتطلعين للمقعد، وأنهما يضحكان -بتواطؤ- على هذه الصراعات، فالسؤال هو كيف وصل صاحبنا لهذه الخلاصة الغريبة وكيف جزم باندلاع صراعات؟ وكيف عرف أن قياديين ذكرهما بالاسم يضحكان -بتواطؤ- حول هذه الصراعات الدائرة حسب صاحب العمود بين المتنافسين؟ وهو نفس السؤال الذي يطرح نفسه بخصوص تأكيده حول ما سماه التحالفات الطائفية والحرب الطاحنة التي تدور رحاها من تحت “وبالسكاكين” داخل الحزب بين مجموعة من قياداته المرشحة لتكون في مرحلة ما سماه “ما بعد ابن كيران”.
4- حول دفع صاحب المقال بمجموعة من الاعتبارات المقززة ليدعم عنوانه حول الموت المعلن وتركيزه على سن ووزن ولباس الأمين العام، فهذه تعتبر عند من يكتب صاحب العمود بلغتهم من الأمور والخصوصيات التي يمتنع الصحافيون في بلاد لغة صاحب المقال وغيرها عن الخوض فيها، إذ أنها معايير تظهر سطحية وتفاهة ومحدودية أفق وتحليلات أصحابها وضعف بضاعتهم وعجزهم عن النفاذ إلى الجوهر؟
5- والسؤال الأخير الذي يطرح نفسه وبقوة بالنظر لكل ما سبقت إثارته، هو كيف يسمح موقع “le 360” أن تدخل مثل هذه التفاهات والمغالطات وإن كتبت بلغة فرنسية متعالمة، وبالرغم من أنها كتبت بخط تحريضي، ضمن خط التحريري؟
وفي الختام، وإذا كان صاحبنا يجزم وينبئ بأن ابن كيران وحزب العدالة والتنمية في عداد الموتى فما سر اهتمامه به، إلا إن كان من باب الشماتة والتشفي، وهذه ليست من أخلاق وشيم أهل هذا البلد اللذين أوصاهم نبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام بأن يذكروا موتاهم بخير.
أم أن صاحبنا لا يعتقد ولو للحظة واحدة ما يدعيه وبالتالي فهو فقط يحاول أن يؤلب على الحزب وأمينه العام، ويعوض نفسيا في الوقت ذاته عن الغصة التي يحس بها هو وأشباهه ومن وراءهم إزاء ما يعرفه الحزب وقياداته ومناضلوه ومناضلاته من انتعاشة، وصعود وحضور متميز في الساحة السياسية خلافا لما كان يتمناه البعض، وكذا عن عدم قدرته عن الكتابة عن من يعتقدهم هو أنهم من صنف الأقوياء وأصحاب السلطة والمال وعن مواضيع أخرى كبيرة لا يملك جرأة الكتابة عنها، فيحاول بمثل هذه الكتابات أن يصرف الأنظار ويحول الانتباه، وأما عبد الاله ابن كيران وحزب العدالة والتنمية فشأنه شأن باقي المخلوقات يجري عليهم قدر الله عز وجل وسنة الحياة صعودا ونزولا، حياة وموتا.
وصدق الله العظيم: “وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ كِتابا مُّوَجَّلًا”.