[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

أستاذ علم الاجتماع بنيس يقارب تحولات مفهوم “القدوة” في الزمن الافتراضي

قال أستاذ علم الاجتماع سعيد بنيس، إنه طرأت تحولات على مفهوم القدوة، مبينا أنه مع ولوج العهد الرقمي أضحت مقولة القدوة تنحو منحى افتراضي فتوارت القدوات الواقعية لا سيما مع التحول الذي مس منظومة المواطنة وهوية الأفراد ( هوية مزدوجة واقعية وافتراضية )، مما نتج عنه تيه وتشتت فيما يتعلق بالنموذج القدوة بحسبه.
وتحيل لفظة القدوة بحسب أستاذ علم الاجتماع في مقاله المعنون بـ” مقولة القدوة”، إلى دور النموذج المثالي أو المرجعي في التمثلات حول مقولة النجاح والتميز من خلال تقليده بشحنة مجتمعية مفادها التحفيز والمثابرة من أجل النجاح والتميز.
وأبرز بنيس، أن القدوة صارت اليوم ترتبط عند اليافعين والشباب بما يطلق عليه حديثا بقصص النجاح أو القصص الناجحة، مبينا أن هذه التحولات التي طرأت على مفهوم القدوة ما بين الأمس واليوم نقلت مقولة القدوة من حمولة دينية ( “من الدار للجامع ومن الجامع للدار” – “ماتيفوتش الصلاة في الجامع”) ومجتمعية ( معلم ، أستاذ، طبيب ، مهندس ، …) إلى شحنة ديجيتالية ( قافز – بريكاد- الرجولة – هارب – برو ماكس … ). فتم الانتقال من قدوة مؤسسة على قيم رمزية مثالية إلى قدوة ترتكز على قيم مادية ربحية.
ويرى الأستاذ بنيس، أن هذا الانتقال القيمي يوازيه تغير في بروفايل القدوة عند المغاربة، فأصبح بروفايل القدوة مرتبطا بلاعب كرة القدم أو بمغني أو بفنان أو بصحفي أو تيكتوكر أو يوتبرز أو ما يطلق عليه بـ” مؤثر”، معتبرا أن القدوة أصبحت رهينة الحظوة المجتمعية التي تحددها الشهرة الديجيتالية والتي تبنى على الريع الافتراضي وليس على الجهد الواقعي.
وحول سؤال كيف يمكن إعادة الاعتبار وإنصاف مقولة القدوة، شدد بنيس على ضرورة أن تسترجع محاضن التربية والتنشئة (الأسرة والمدرسة والجامعة والحزب والنقابة والجمعية والنادي…) أدوارها المركزية وأن يتم الانتقال من منطق سوق الشغل ومنطق القيم المادية إلى منطق سوق القيم ونسق القيم اللامادية مثل النبل والصدق والتضامن والمواطنة ومصفوفة الممارسات الإيجابية التي تحتضنها تَمَغْرِبِيت والتي تحدد بروفايل القدوة المشترك لدى جميع المغاربة ( ولد الناس / معقول / …)
وأكد على أن الحاجة صارت ملحة لكي تعتمد المدرسة المغربية على مرتكز التربية عوض مرتكز التعليم من خلال إحداث مسارات ومواد مثل التربية الأخلاقية والتربية القيمية لتجنب احتباس قيمي صاعد من الريبرتوار الديجيتالي المغربي ( روتيني اليومي والشخوصات العنيفة والصدامية والسرديات الهامشية، …) واستشراف برامج تربية مستدامة لكي لا نساهم في صنع ويناء قدوات (طبيب / مهندس / أستاذ …) تفتقر للحد الأدنى من القيم المُوَاطِنَة لإحلال إقلاع قيمي وعدالة قيمية لمعالجة النقص والفراغ القيمي الذي يعاني منه التلاميذ واليافعين.

شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.