الأندلوسي: التكتل الثلاثي الذي أعلنت عنه الجزائر مع تونس وليبيا فاقد للرؤية الاستراتيجية و”ورقة للاستهلاك الداخلي”

اعتبر نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن “التكتل الثلاثي” ما بين الجزائر، تونس وليبيا، لا يملك مقومات بناء تكتل إقليمي بتوجهات ورؤية استراتيجية واضحة.
وأضاف الأندلوسي في تصريح لـ Pjd.ma، “بقدر ما هو محاولة من النظام الجزائري للعب دور الدولة المهيمنة إقليميا، أو اعطاء الانطباع على ذلك واستعمالها كورقة للاستهلاك الداخلي”.
واعتبر المتحدث ذاته أن المغرب، إن كان لم يتلق أي دعوة رسمية للانضمام لهذا “التكتل”، إلا أن رفض موريتانيا دعوة الانضمام إليه، هو بمثابة عنوان فشل لهذه المبادرة وولادتها الميتة.
وشدد الأندلوسي أن تسمية هذه المبادرة بتكتل مغاربي، هو تجني على فكرة الاتحاد المغاربي، ولا تحمل مقومات تكتل برؤية جادة لمعالجة إشكاليات التكامل الاقتصادي والتحديات التي تواجهها المنطقة المغاربية.
وذكر رئيس المركز البحثي، أن المنطقة المغاربية تواجهها تحديات كبرى، ولا مناص للمغرب والجزائر من حوار مسؤول وجاد لتجاوز المشاكل العالقة بين البلدين بتراكماتهما التاريخية، وبناء اتحاد مغاربي حقيقي وفق رؤية تستحضر المصير المشترك والمصالح المتبادلة.
وخلص إلى أنه لا يمكن توقع بناء تكتل مغاربي ناجح بدون المغرب والجزائر، لأن هذا قدر هاذين البلدين، ويجب أن يعالجا مشاكلهما بما تقتضيه مصالحهما الاستراتيجية ومصالح شعبيهما وتحديات المنطقة المغاربية راهنا ومستقبلا.
يُذكر أن الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون، اتفق مع نظيره التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، على بناء تكتل ثلاثي يجتمع كل ثلاثة أشهر، وجرى الإعلان عن الخطوة خلال مؤتمر الدول المصدر للغاز المنعقد مؤخرا بالجزائر، والتي حضرها الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، غير أنه لم يشارك تبون في مسعاه لبناء هذا التكتل الثلاثي.