قال حسن حمورو، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن “معركة طوفان الأقصى” التي فجرتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فرصة تاريخية أمام النخب العربية والاسلامية، للقفز بالأمة إلى الصدارة العالمية من جديد، وإعادة تسويق قيم ومبادئ الإسلام، كقاطرة قادرة على قيادة البشرية على هدي من الله خالق الكون.
وأوضح حمورو في محاضرة القاها ضمن فعاليات ملتقى الرائدات الذي نظمته حركة التوحيد والاصلاح بمكناس، يوم الأحد 31 مارس 2024، أن المقاومة الفلسطينية في غزة، من خلال ما سماه زلزال 7 أكتوبر 2023، نسفت مخططات كثيرة، كانت الغاية منها مجتمعة ومتكاملة تدجين البشرية، وأن تصفية القضية الفلسطينية كانت هدفا اجرائيا لهذه المخططات، ومرحلة من مراحل الاستعباد الغربي للعالم وتطويع الجميع، إما بالقوة والعنف والترهيب، أو بمقاربات حكم تفتت المجتمعات وتقضي على مقومات تكتلها ووحدتها، من خلال قتل القضايا السياسية فيها، من مثل الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية، وذلك بتذويبها في مشاريع اقتصادية كبرى وهمية، تجعل الناس يلهثون وراء لقمة العيش وسراب الرفاهية.
واعتبر أن ما يُعرف بـ “صفقة القرن”، كان ذروة هذه المقاربة، والتي يجري استنساخها في مناطق متفرقة من العالم، بحسب خصوصية المنطقة والقضية المراد تصفيتها، مشددا أن مصير تطبيق هذه المقاربة هو انفجار الأوضاع، مثلما انفجرت في فلسطين.
وأكد المتحدث ذاته، أن تحليل معركة طوفان الأقصى، يجب أن يتجاوز التفاصيل المؤلمة التي تنقلها وسائل الإعلام، من قتل مروع للنساء والاطفال، وتدمير وتجويع وحصار، لينصب على الآثار الماكرو سياسية، والتي تفيد حسب المتحدث نفسه، بأن انتصار المقاومة سُجل في التاريخ، ولن تستطيع الهمجية والوحشية الصهيونية محوه، مهما بلغ عدد الشهداء.
وأشار حمورو إلى أن الأمة العربية والاسلامية، مدينة للمقاومة الفلسطينية، لأنها جعلتها تستعيد وعيها بعد فترة غيبوبة، تسببت فيها مشاريع التغريب ومحاولات إفقاد الهوية، التي تعرضت لها من طرف الغرب بطريقة غير مباشرة، أو تكلفت بها الانظمة الاستبدادية في إطار الوكالة.
وأضاف عضو برلمان “المصباح” في المحاضرة نفسها، التي كان عنوانها “دور طوفان الأقصى في تشكيل وعي جديد للأمة”، أنه إذا لم تستفد الأمة من الآثار السياسية العظيمة لطوفان الأقصى، وتحافظ على الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية، وتكون على قدر كبير من الوفاء للشهداء في غزة، فلا حق لها مستقبلا في الحديث عن التاريخ المجيد للإسلام في المنطقة وفي العالم.
ونبه إلى أن هذه مهمة النخب السياسية والثقافية الفكرية والإعلامية، لكي ترشد عموم المسلمين نحو إعادة صياغة نموذجية الأمة لتحقق الشهود الحضاري من جديد، خاصة أن المظاهرات التي عرفتها كل بقاع العالم تضامنا مع غزة، كشفت القابلية لدى باقي الشعوب والامم التي أرهقها النموذج الغربي القائم أساسا على تأليه الربح المادي والشهوات، على حساب الكسب القيمي للبشرية، وفق تعبير المحاضر.
ودعا حمورو إلى ترجمة الوعي المتجدد بإمكان الأمة العربية والاسلامية وقدرتها على لعب دور تاريخي، وسط التيه المرجعي الذي يتخبط فيه العالم، وفق ما كشفت عنه معركة طوفان الأقصى، من خلال ترصيد المنجز المقاوم، تخطيطا وتربية وعلما، والبناء عليه، بالتعريف به أولا سواء على مستوى الفعاليات الإعلامية والسياسية، أو الفعاليات الميدانية، بالوقفات والمسيرات، خاصة المؤثرة منها، مع بذل الجهد في تحديد التناقضات الكبرى، وعدم السقوط في ما سماه إطلاق الرصاص على الأرجل أو التظاهر العشوائي، الذي ينتظره خصوم غزة وفلسطين، ليقوضوا دينامية الوعي التي انطلقت، مبرزا أن ومناهضة التطبيع يجب أن تعود إلى موقع الأولوية على أجندة الشعوب.
من جهة أخرى، دعا حمورو إلى ايلاء زاوية الأسرة القائمة على شرع الله، الاهتمام اللازم في تحليل أسباب نجاح معركة طوفان الأقصى، مشيرا إلى أنه لا يتصور أن تحقق المقاومة ما حققته، دون أن يكون وراء ذلك أسرة تعمل بشرع الله، وامرأة حافظة لهذه الأسرة، تربي الأجيال على غاية الغايات بالنسبة للمسلم، وهي الشهادة في سبيل الله، دفاعا عن الدين وعن الأرض والعرض.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا