[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

خذلان فلسطين.. أندفع الثمن هنا أم في الآخرة؟

المحجوب لال


لا شك أن ما نراه من مجازر بالأراضي المحتلة، وموقف الضعف والهوان الذي تقفه الأمة تجاه تلك المجازر، يدفع للسؤال عن السبب الذي أوصلنا اليوم إلى وضعِ “الغثاء” الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجوهر الإشكال الوارد في الحديث المشار إليه، هو حب الدنيا، أي الارتباط بالأرض، والتثاقل إليها وتعظيم المقام بها، والحال أن المسلم إنما هو في رحلة قصيرة إلى الأعلى والأسمى، وهذا الإيمان هو الدافع للفاعلية في الحياة وتبني الموقف السليم منها.
وليس القصد الآن الموقف السليم مما يقع بفلسطين فقط، بل الموقف السليم تجاه كل ما يثبط الإنسان ويثقل ظهره، من فساد ورشوة ومحاباة واستغلال للنفوذ والنواقع وظلم للعباد وهضم للحقوق وتعطيل للقيم العالية وتجاهل للأخلاق الراقية…
والفكرة الأساس هنا، أن خذلان أهلنا بالأراضي المحتلة، هو نتيجة لما نقوم به في حياتنا اليومية من أفعال غير صالحة، متماهية مع المنكر أو متعارضة مع المعروف، مما أفقدنا “الخيرية” التي هي أمانة حُملت إياها الأمة من المولى تعالى.
إذ أن الأمة بهذه المثبطات، صارت اليوم ضعيفة، غير مهابة الجانب، هزيلة أمام العالمين، عاجزة عن فعل ما يُرفع به الظلم عن نفسها أحرى عن فلسطين والعالم، مما يؤكد أن فلسطين هي التي تحرك فينا ما يدعو إلى تحريرنا، لأنها تفضح حقيقة استقلال ذواتنا عن الأرضي/المثبط، وتؤكد بُعدنا عن السماوي/الوحي، بما هو مادة التغيير الإيجابي والفاعل ومحركه الأول.
وهذا يعني أن مسؤولية نصرة المظلومين بفلسطين، ليست على كاهل الجيوش والحكومات العربية والإسلامية فقط، بل هي مسؤولية تنطلق من القاعدة إلى القيادة، ولو أن كل فرد استوعب أنه بالفساد ومعارضة الوحي يضعف الأمة تجاه فلسطين، لأدرك حجم الخطر الذي يساهم فيه، ولخاف حقا من أن يكون الخذلان قد أؤتي من جانبه، ويالها من خسارة، كيف لا، والمرء لا يدرك عواقب هذا الخذلان، أفي الدنيا يقتص منه أم في الآخرة؟ نسأل الله السلامة والعافية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عاجل

مواعيد الجموع العامة الإقليمية لانتخاب مندوبي المؤتمر الوطني التاسع