يوسف غربي: الثور ورصاصة 7 أكتوبر
“إسرائيل” تعيش لحظات عسيرة، فالضمير العالمي لم يعد يطيق صفاقة حكومة نتانياهو. ولكأن العالم بما ومن فيه مجرد مادة استعمالية للشعب المختار!!ومن تم اطراد الإستخفاف بالأمم المتحدة و بالدول الأوروبية المستنكرة تحت ضغط شعوبها لجرائم الاحتلال،بل إن هذا السلوك الإستعلائي نالت منه إدارة بايدن قسطا وافرا.
أي إن الوحش المصنوع يشرئب إلى الإنقلاب على صانعيه. وفي أحسن التقديرات يمانع لإبقاء الغرب وفيا لوعد بلفور ولأساطير ضرورة قيام دولة اسرائيل لمجيئ المسيح، ولحماية مصالح الإمبريالية الغربية عبر إخضاع محيطها وتدجينه بالترهيب والتطبيع.
إسرائيل كما وصفها عارف بالصراع شبيهة بثور تلقى رصاصة اسمها 7 أكتوبر فهاج وراح يرفس كل ما يرتطم به، دون أن يظفر بقناصه، الذي استمر في طقس القنص بمهارة مع توثيق الطقس بالصوت والصورة. ولا زال الثور ممعنا في هيجانه خشية أن يتوقف فيشعر برصاصة أكتوبر تتجول في لحمه و عروقه.
الغرب اليوم مل من حرب لعينة انتقلت رحاها إلى دياره، وملأت شوارعه بالمحتجين، وعرت مغالطات إعلامه المخادع و أسقطت أقنعة إعلاميين و صدح النزهاء من أهل الفكر بخطيئة الغرب في تأسيس هذا الكيان على حساب السكان الأصليين.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل شر الكيان إلى أبناء الغرب أنفسهم، فلم يسلم منه العاملون الأمميون ولا أطباء وصحفيون أجانب ولا عمال في الجانب الإنساني. باختصار إسرائيل هي الشر المحض يمشي على قدمين.
لا زال نتنياهو يهرب إلى الأمام بدعم من اليمين الديني ولا زال الشرخ الداخلي يتسع و الخلاف بين المتدينين والعلمانيين وأسر الأسرى، وانكماش المستوطنين وانسحابهم من أحزمة المواجهة يؤدي إلى انحسار الخريطة البشرية عن مساحة الأرض المغتصبة.
لا شك أن للغرب مصالح بدعم كيان الاحتلال ،لكن له مصالح مهددة في بقع أخرى باطراد تمدد الصين واستعار الحرب الروسية الأوكرانية ولذلك فالطفل المدلل لا يمكن الاستمرار في إطعامه الشكولاتة كل يوم.
تلك مكاسب المقاومة و الممانعة، وتضحية الشعب الغزي العظيم.تكلفة غالية لكنها مثمرة آنا واستقبالا. فلا نامت أعين الجبناء.