فايز الدويري: بعد مرور 200 من الحرب على غزة ماذا حقق طوفان الأقصى وماذا حقق الكيان الصهيوني؟
لا تزال فصائل المقاومة تخوض معركتها الدفاعية بصورة جيدة رغم كل ما تعرضت له من عمليات قصف وإجتياحات برية طالت معظم أراضي القطاع بإستثناء بعض المناطق المحدودة وقد كبدت جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات لم يتم الإفصاح عنها كلياً لكنها تزيد عن 1350 عربة قتال ( دبابة ، ناقة جند، جارفة مدرعة) يضاف لها أعداد كبيرة جداً من العربات المدولبة ، وقتل وجرح الآلاف من أحادي الجنسية، عدا مزدوجي الجنسية والمرتزقة.
هذا في البعد الميداني، أما في السياق الاستراتيجي فقد مثل السابع من أكتوبر انعطافة إستراتجية في الوعي الجماهيريّ العربي والعالمي وأعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد السياسي العربي والإسلامي الدولي، كما أكد السابع من اكتوبر على أن دولة الكيان هي إحدى أدوات المشروع الغربي في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وأن الغرب لا يزال يتبنى مقررات وثيقة كامبل لعام 1907، كماكشفت وهن دولة الكيان وجيشها في الحفاظ على الأمن القومي بمفردها وأنها بحاجة لدعم حلفائها بالسلاح والجند لضمان إستمرار بقاءها.
في الجانب الآخر ماذا حققت دولة الكيان وجيشها وللإجابة على ذلك لا بد من تحديد أهداف الكيان من عدوانه على غزة، ويمكن تقسيم أهداف العدوان إلى أهداف غير معلنة تتمثل في: التهجير الكامل لسكان القطاع وهذا ما تحدث به غلاة المتطرفين بني غفير وسيموترش، وترجمت دعواتهم عملياً بعمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري والقتل بالتجويع والتدمير الشامل والكلي لكل مقومات الحياة في القطاع.
وتمثل الهدف الثاني في محاولة جيش الاحتلال استعادة هيبته التي فقدها في السابع من اكتوبر ونلاحظ ان جيشه يحمل الحقد الأعمى في صدره على القطاع وأبنائه، كما أنه يسعى لاستعادة هيبة الردع التي فقدها.
أما الأسباب المباشرة المعلنة فقد جاءت على لسان مسؤولي الكيان وتدحرجت نزولاً مع مرور أيام القتال، وبدأت باليوم التالي للقضاء على حماس، ثم القضاء على القسام إلى نزع سلاح القسام وإطلاق سراح الرهائن، ولم يتحقق أي منها، وبما أن هذه الحرب ليس تقليدية بين جيوش نظامية، لكنها حرب لا متناظرة فالقوي إذا لم ينتصر فهو مهزوم والضعيف إذا لم يهزم فهو منتصر، فالنصر مرتبط بتحقيق الأهداف.